استطراد
إن هذه القصيدة التى اعتاد أهل المدينة حفظها قصيدة بليغة تنسب إلى عثمان البصير الحموى قصيدة للثناء والمدح.
وعثمان البصير من قرية دير سمعان (١) التابعة لمدينة معرة النعمان وأخذ الإنابة من المرحوم ابن الجندى شيخ الصلحاء الشيخ عبد الرحمن والشيخ اسحق ، وضرب مثلا فى فضله وكماله فى ديار الشام وحلب ، وكان متفوقا فى العلوم والفنون العربية مع كونه ضريرا ، وتاريخ ولادته ليس مضبوطا ، ولكن وفاته بعد سنة ١٢٥٠ الهجرية.
وكان الأديب المشار إليه قد يئس من قرار الأطباء وحزن أشد الحزن وبعد الحزن الشديد ترك اللجوء إلى الأسباب الظاهرية واختار مسلك الإمام البوصيرى «عليه رحمة الله القوى».
إذ مسح النبى صلى الله عليه وسلم فى رؤياه جسم عثمان البصير العليل المشلول بيمناه الكريمة ولمسه ولم يبق أثر من مرض الشلل فى جسمه واستيقظ من نومه وقام وأخذ يسير ويمشى.
ولما كان الشيخ عثمان البصير شخصا فاضلا يحب المرح والتحدى فبعدما شفى من مرضه واطمان تمام الطمأنينة على زواله فاستدعى الطبيب المسيحى الذى وعى عدم وجود دواء لمرض الشلل قائلا الفالج لا تعالج وطلب منه أن يعالج مرضه ولكن الطبيب المعالج قال إننى وجدت دواء سريع التأثير وأنشد القصيدة التى نظمها تلك الليلة وهو يتمشى وانبهت ذلك الطبيب وتحيره.
وأجبرت هذه القصيدة الطبيب المتحير على التصديق بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم ولكنه لم يظهر إسلامه خائفا من ضياع ما فى يده من الثروة والغنى. إلا أنه مات على الإسلام هذا ما يرويه العارفون بالتواتر انتهى.
__________________
(١) دفن عمر بن عبد العزيز فى هذه القرية.