وكانت الأطعمة التى تطبخ فى التكية المرادية نفيسة وكثيرة بدرجة حتى إنها كانت توزع فى ليلتى الاثنين والجمعة ما عدا الغرباء والفقراء على جميع أهالى المدينة ، وبناء على الروايات الموثوقة أن فقراء أهالى المدينة كانو يصفّون ما يحصلون عليه من التكية من طعام الأرز ويئتدمون بزيته عدة أيام ، وقد اشترى السلطان فى مصر عدة قرى وأوقفت محاصيلها على تلك العمارة ، وكان يرسل من مصر سنويا محاصيل تساوى خمسة وعشرين ألف قطعة ذهب.
وبناء على المعلومات التى أفرها مؤلف لطائف الأخبار من مؤرخى مصر أن القرى التى شريت لأجل التكية المرادية ووقفت لها هى : لفلا ، ظاهرية (١) سبك الأحد ، شبرا زنجى (٢) ، طنان ، كفر زريق ، طوخ الملقة ، سد طنان ، سهرا (٣) ، سندوب ، زريبة ، بهداد ، بلو صوره ، سفط الخمارة ، كفر حيدره ، قيس ، انسوح ، ريده منية سمنود ، أبو الحسن (٤) ، كوم برا ، تهيا (٥) ، بلقيا ، دنديل ، حكامنا ، دشنا ، ضوابط ، أهناس المدينة أهناس الخضراء ، وكانت الحكومة المصرية تدرّ من محاصيل هذه القرى واحدا وعشرين ألف إردب من الحبوب وترسلها إلى بندر السويس ومن هناك إلى ينبع بواسطة نوع من المراكب تسمى سبنودا من هناك إلى المدينة المنورة محملة على الجمال وكانت هذه الحبوب وقف دشيشة التكية المرادية.
إلى هذا التاريخ لم تكن فى المدينة المنورة مؤسسة خيرية مثل هذه وكان أهل المدينة محتاجين لمثل هذه التكية حقا لأجل ذلك يهدى أهل المدينة إلى الآن لروح السلطان المغفور له المشار إليه الفاتحة بكل إخلاص.
__________________
(١) تتبع هاتان القريتان ناحية البحيرة لعلها «نكلا ، ظاهرية».
(٢) كانت من توابع ناحية المنوفية.
(٣) كانت تتبع ناحية القليوبية.
(٤) كانت هذه القرى من نواحى الدقهلية.
(٥) كانت هذه القرى داخل نواحى بهنساوية والوجه القبلى.