ولما وصل إبراهيم أغا إلى المدينة المنورة وجد لوازم البناء التى أرسلت من مصر قد وصلت فعمر السقوف التى أشرفت على الخراب وما احتاج للإصلاح من مواقع حرم السعادة وكتب على السقف الجديد هذه العبارة :
«أمر بعمارة الحرم الشريف السلطان الأعظم السلطان عثمان خان ، بن السلطان مصطفى خان ، خلد الله ملكه وذلك بمباشرة الحاج المعتمر الأمين إبراهيم أغا ، أمين الحرمين الشريفين ، وأمين بناء المسجد النبوى بتوفيقه من الله ؛ سنة ألف ومائة وسبعين.
والسلطان مصطفى خان الثالث بن السلطان أحمد خان الثالث من السلاطين العثمانية الذين كانوا يبذلون المهج فى سبيل النبى صلى الله عليه وسلم ، وقد وصل إلى أعتاب سلطنته أن علامات الانهيار والسقوط قد ظهرت فى بعض أماكن سقف حرم السعادة وبناء على ذلك صدر الأمر السلطانى بالإسراع فى تعمير وتجديد الأماكن التى اقتضت ذلك وأرسل إلى المدينة المنورة بصحبة محمد أمين بن فيض الله أغا مهرة العمال والمعماريين المقتدرين.
ووصل محمد أمين أغا إلى دار السكينة وأصلح الأماكن التى أشرفت على الخراب من سقوف الحرم الشريف بالاتفاق مع أعيان البلاد وموظفى الحكومة وبقرارهم ، وعمر بعد ذلك الجدار الذى على يمين مضجع السعادة ويساره بأحجار ملونة مختلفة ، وزين جميع جهات الحرم النبوى توأم الجنة. وجعله مثالا للبيت الذى يقول :
ما حاجتنا لتعريف الشمس بالنور |
|
فآثار نوره ظاهرة للعيان |
وكتب فوق السقف الذى جدده
أمر بعمارة هذا الحرم الشريف السلطان عبد الحميد خان ، بن السلطان أحمد خان خلد الله ملكه مدى الزمان وذلك بمباشرة المفتقر إلى الله ، العبد محمد أمين بن فيض الله ؛ سنة واحد وتسعين ومائة وألف.