__________________
وقال عمرو بن علي : صدوق. وقال أبوبكر بن أبي الأسود : ترك ابن مهدي حديثه ثم حدّث عنه وقال : ما كان لي حجة عند ربي. وقال ابن عدي : والحسن بن أبي جعفر أحاديثه صالحة وهو يروي الغرائب ، وهو عندي ممن لا يتعمّد الكذب وهو صدوق. وقال ابن حبان : من خيار عباد الله الخشن ، وكان من المتعبدين المجابين الدعوة. أنظر : تهذيب التهذيب ٢ / ٢٦٠.
فهذه كلمات عدة من أئمة الجرح والتعديل ، والعمدة كونه صدوقا من خيار الناس ، لكن بعضهم قدحه لروايته الغرائب ووقوع الوهم في رواياته ، ومن الواضح لدى أهل العلم المنصفين أن ذلك لا يوجب القدح والترك.
وأما « عبد الله بن داهر » فقد عرفته في جواب قدح ابن الجوزي في حديث الثقلين.
وأما « عبد الله بن لهيعة » فقد روى عنه كبار الأئمة من المتقدمين كالثوري ، والشعبي ، والأوزاعي ، والليث بن سعد ، وابن المبارك. وقال أبو داود عن أحمد : ومن كان مثل ابن لهيعة بمصر في كثرة حديثه وضبطه وإتقانه؟
وعن الثوري : عند ابن لهيعة الأصول وعندنا الفروع وحججت حجّا لألقى ابن لهيعة. وقال أبو الطاهر بن السرح : سمعت ابن وهب يقول : حدثني والله الصادق البار عبد الله بن لهيعة. وقال يعقوب بن سفيان : سمعت أحمد بن صالح ـ وكان من خيار المتقنين ـ يثني عليه.
وعنه أيضا ، ابن لهيعة صحيح الكتاب ، وإنما كا أخرج كتبه ، فأملى على الناس حتى كتبوا حديثه إملاء ، فمن ضبط كان حديثه حسنا ، إلاّ أنه كان يحضر من لا يحسن ولا يضبط ولا يصحح ، ثم لم يخرج ابن لهيعة بعد ذلك كتابا ، ولم ير له كتاب ، وكان من أراد السماع منه استنسخ ممن كتب عنه وجاءه فقرا عليه ، فمن وقع على نسخة صحيحة فحديثه صحيح ، ومن كتب من نسخة لم تضبط جاء فيه خلل كثير.
وعن ابن معين : قد كتبت حديث ابن لهيعة وما زال ابن وهب يكتب عنه حتى مات.
وقال الحاكم : استشهد به مسلم في موضعين. وحكى ابن عبد البر : أن الذي وقع في الموطأ عن مالك عن الثقة عنده عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده في العريان هو : ابن لهيعة.
وقال ابن شاهين قال أحمد بن صالح : ابن لهيعة ثقة ، وما روى عنه من الأحاديث فيها تخليط يطرح ذلك التخليط.
وقال مسعود عن الحاكم : لم يقصد الكذب وإنما حدّث من حفظه بعد احتراق كتبه فأخطأ.
وقال ابن عدي : حديثه كأنه نسيان ، وهو ممن يكتب حديثه.
انظر : تهذيب التهذيب ٥ / ٢٧٣.
وهذا القدر كاف لنا للاحتجاج بما رواه.