سخط رسوله ـ فرضي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عنهم عند ذلك » (١).
فنقول : ما هي منزلة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من الله عز وجل؟
إن منزلة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم منه عز وجل تعلم من آيات القرآن الكريم ، فهو خليفة الله في الأرض ، ومجعول حاكما على الناس من قبله ، قال الله تعالى لداود : ( إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ ... ) ونبينا أفضل من داود عليهالسلام. وهو رسول الله وشاهده والمبشر والنذير من قبله ، قال عز وجل : ( إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً ... ) ومقرون طاعته بطاعته ومعصيته بمعصيته بقوله : ( مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللهَ وَمَنْ يُشاقِقِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ ) ومجعول أولى بالمؤمنين من أنفسهم ـ بقوله : ( النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ... ) ـ. إلى غير ذلك مما يعتقده كل مسلم ولو أنكر الكفر.
وعلي عليهالسلام أنزله الله من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم منزلته منه ، فيكون حائزا لتلك المنازل ، وبها يكون الحاكم على الناس كلّهم ، والمولى الواجب إطاعته واتباعه على جميعهم ، والأولى بهم من أنفسهم ، وهذه هي الامامة العظمى والخلافة الكبرى.
* * *
__________________
(١) مناقب أمير المؤمنين : ٢٥.