والسندي من أعلام علماء القوم ، وقد ترجم الصديق حسن القنوجي للشيخ محمد عابد السندي في ( أبجد العلوم ) وأثنى عليه قائلا : « الشيخ محمد عابد السندي ابن أحمد علي بن يعقوب ، الحافظ ، من بني أبي أيوب الأنصاري ، ولد ببلدة سيون وهي على شاطئ النهر شمالي حيدرآباد السند مما يلي بلدة بويك ، هاجر جدّه الملقب بشيخ الإسلام إلى أرض العرب ، وكان من أهل العلم والصلاح.
وأقام الشيخ محمد عابد بزبيد دارة علم باليمن معروفة ، واستفاد من علمائها واقتبس من أشعة عظمائها ، حتى عدّ من أهلها ، ودخل صنعاء اليمن يتطبب لامامهم وتزوج ابنة وزيره ، وذهب مرة سفيرا من إمام صنعاء إلى مصر ، وكان شديد التحنن إلى ربوع طابة ، وعاود مرة أرض قومه فدخل نواري بلدة بأرض السند مما يلي بندر كراجي وأقام بها ليالي معدودات ، ثم عاد إلى المدينة الطيبة ، وولي رئاسة علمائها من قبل والي مصر ، وخلّف من مصنفاته كتبا مبسوطة ومختصرة ... وكان ذا عصبية للمذهب الحنفي ... »
لقد ظهر من عبارة السندي أن جماعة من حفاظ أهل السنة ـ أمثال ابن حجر العسقلاني ـ يروون صحيفة الامام الرضا عليهالسلام.
ويوجد ( في المكتبة الناصرية ) نسختان من الصحيفة يروى إحداهما : أبو الفتح عبيد الله بن عبد الكريم بن هوازن القشيري النيشابوري الشافعي ، المترجم في ( طبقات الشافعية للسبكي ٧ / ٢٠٧ ) والأخرى يرويها : صدر الدين أبو المجامع إبراهيم بن محمد الحموئي الجويني المتوفى سنة ٧٢٢ ، والمترجم في ( تذكرة الحفاظ ٤ / ٢٩٨ ) و ( مرآة الجنان ـ حوادث ٧٢٢ ) و ( العبر حوادث ٧٩٥ ) و ( الدرر