الأئمة والحفاظ أن يحدّثهم الامام الرضا عليهالسلام بحديث به. وقال أحمد بن حنبل : لو قرئ هذا الإسناد على مجنون لبرء من جنونه فقد ذكر أبو سعيد منصور ابن الحسين الآبي الوزير ما نصه : « حدّث أبو الصّلت قال : كنت مع علي بن موسى ـ وقد دخل نيسابور وهو راكب بغلة شهباء ـ فغدا إلى طلبه علماء البلد : أحمد بن حرب ، وياسين بن النضر ، ويحيى بن يحيى ، وعدة من أهل العلم. فتعلّقوا بلجامه في المربعة فقالوا : بحق آبائك الطاهرين حدثنا بحديث سمعته من أبيك. قال : حدثني أبي العبد الصالح موسى بن جعفر ، قال حدثني أبي الصادق جعفر بن محمد ، قال حدثني أبي باقر علم الأنبياء محمد بن علي ، قال حدثني أبي سيد العابدين علي بن الحسين ، قال حدثني أبي سيد شباب أهل الجنة الحسين بن علي ، قال سمعت أبي سيد العرب علي بن أبي طالب قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول : الايمان معرفة بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالأركان.
قال قال أحمد بن حنبل : لو قرأت هذا الاسناد على مجنون لبرء من جنونه.
وروي عن عبد الرحمن بن أبي حاتم مثل ذلك يحكيه عن أبيه وأنه قرأه على مصروع فأفاق » (١).
وقال ابن الصباغ « وروى المولى السعيد إمام الدنيا عماد الدين محمد بن أبي سعيد بن عبد الكريم الوزان ـ في محرم سنة ست وتسعين وخمسمائة ـ قال : أورد صاحب صاحب كتاب تاريخ نيسابور في كتابه : أن علي بن موسى الرضا لمّا دخل إلى نيسابور في السفرة التي خص فيها بفضيلة الشهادة ، كان في قبة مستورة بالسقلاط على بغلة شهباء ، وقد شق سوق نيسابور ، فعرض له الامامان الحافظان للأحاديث النبوية ، والمثابران على السنّة المحمدية : أبو زرعة الرازي ومحمد بن أسلم الطوسي ، ومعهما خلائق لا يحصون من طلبة العلم والحديث وأهل الرواية والدراية فقالا له : أيها السيد الجليل ابن السادة الأئمة ، بحق آبائك الطاهرين
__________________
(١) نثر الدر ١ / ٣٦٢.