القرن العشرين يقول إنه ثبت علميّا وبصورة قاطعة جازمة أن الكون هو في توسع دائم ، هو القائل (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ). وكيف يمكن لعقل سليم أن يأخذ بالآية العلمية الأولى وهي يقين علمي اليوم ، ولا يوقن بالآية الثانية وهي غيب ، والمصدر واحد؟ لا يفعل ذلك إلا المغرضون أو المهتزون في طريقة التفكير السليم ممن ندعوهم بالانفصاميين من مزدوجي العقل والمنطق وهؤلاء لا ينفع معهم أي منطق أو حجة.
كيف يعقل أن نقول صدق الله أصدق القائلين ونحن نقرأ (وَالْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ) وعلم طبقات الأرض وأعماق المحيطات يبين لنا اليوم في القرن العشرين فقط ، بالصورة والمنظر الحي كيف أن الأرض وأعماق المحيطات متصدعة وتتصدع قشرتها كل ثانية ، ولا نصدق ونؤمن ونوقن بأن (شَجَرَةُ الزَّقُّومِ) تنبت في أعماق الجحيم وأن (طَلْعُها كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّياطِينِ) وأنها (طَعامُ الْأَثِيمِ) ، أليس مصدر الاثنين واحدا؟ وكيف يكون المصدر صادقا في الأولى ، عفوك يا رب ، ولا يكون صادقا في الثانية؟ كيف نأخذ بالأولى ونتناسى الثانية؟ بل إن بعض ضعاف الإيمان من المسلمين يقولون بأن الغيبيات من جنة ونار وأوصافها هي صور معنوية ، كلا يا سادة بل حسية ، فلقد كانت بنظر البعض (وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) صورة معنوية حتى أثبت العلم أنها حسية!
إنها دائما طريقة علمية منطقية. نضع أمام المريض حقيقة علمية قرآنية سبقت العلم بسنين أو قرون ، وبحسب مستوى المريض العلمي والثقافي ، ثم نضع مقابلها الآيات غير العلمية من تشريعية وتثقيفية وغيبية والتي يجب أن يؤمن بها المريض ليتخلص من عقده ونتركه يقابل بين الآيات ، ومتى اقتنع الإنسان أو المريض علميّا ومنطقيّا بأن القرآن الكريم ، هو كلام الله وجاهد نفسه وأهواءها ، فهو في بداية طريق الإيمان ، طريق الشفاء والسعادة الحقيقية.