من صنع يد الإنسان راحة وأمانا ما داموا لم يلتجئوا بقلوب تائبة مؤمنة إلى الذي بيده مفاتيح الرحمة والنوم رحمة من الله.
وعبثا حاولنا من خلال تجربتنا العلاجية لهؤلاء المرضى من مضطربي النوم وفاقديه ، أن نداويهم بالعقاقير المنومة ، فلقد ظلوا يشكون من نوعية النوم ونوعية اليقظة ، إلى أن يسّر الله لنا أن نفهم ونفهم الغير ، أن الإيمان بالله هو أحسن الطرق وأسلمها للوصول إلى النوم الآمن الذي فقدوه.
والتنويم المغنطيسي (التسمية غير موفقة ونحب تسميته بالتسيير الإيحائي ، لأنه ليس نوما من الوجهة العلمية) رغم وفرة استعماله في شتى حقول الجراحة والمعالجات النفسية لم ولن نفهم آلياته إلا إذا آمنا بوجود الروح ، فالتنويم المغنطيسي هو في الحقيقة تسلط روح المنوّم على المنوّم ؛ لذلك كانت صحوة المنوّم من نومة التنويم المغنطيسي متعبة جدا ، ومن هنا خطورة التنويم المغنطيسي إذا بقي بين يدي أكثر الناس ، إذ يجب حصر استعماله في العلماء ممن هم على درجة عالية من الثقافة الروحية والالتزام الإيماني والأخلاقي.
٤ ـ الروح مفتاح الشعور والإحساس بالألم
ومن هذه الزاوية بالذات نفهم بعض الخوارق التي تتأتى على يد الصوفيين الحقيقيين أي الروحيين الذين يستطيعون أن يدفنوا أنفسهم بدون طعام أو شراب مع قليل من الهواء في توابيت زجاجية محكمة لمدة أسابيع ، ثم يعودون من نومهم الطويل هذا أو موتتهم الصغرى إلى الحياة. إنها مسألة إيمان بالله والروح ، وممارسة يومية للطرح الروحي خارج الجسد. ولا ننصح العامة بسلوك هذه الرياضة الخطرة ، إنها مسألة إيمان أولا وتيسير من المولى الذي وهبهم هذه القدرة الخارقة. وسبحان الذي يزيد في الخلق ما يشاء ، ليبين لبقية الخلق من عباده بعضا من أسراره وقدراته!!