أو النوم العجيب ، لأن النائم خلال مرحلة نوم الأحلام يكون تخطيط الدماغ الكهربائي وحركة التنفس والدورة الدموية وحركات العين كما لو كان في حالة اليقظة رغم أنه في نوم عميق جدا. وربما كان هكذا نوم أهل الكهف والله أعلم (وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقاظاً وَهُمْ رُقُودٌ ...) ومدة هذا النوم العميق العجيب نوم الأحلام تشكل ٢٥ خ من مدة النوم الكامل.
ولقد ثبت أن أكثر الناس لا يدخلون في مرحلة النعاس أي النوم العميق سواء كان النوم العميق العادي أو النوم العميق العجيب نوم الأحلام ، إلا بعد المرور بمرحلة النوم التدريجي. كما ثبت أن مراحل النوم العميق وهي تشكل ٤٥ خ من مدة النوم الكامل هي مراحل النوم المريح لجميع وظائف أجهزة الجسم والقوى العقلية من ذاكرة وقوة استيعاب وقدرة على التفكير. ويختصر كل ذلك قوله تعالى (إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعاسَ أَمَنَةً) أي إذ يغطيكم ويغلفكم في النوم العميق الذي يعطي الأمان والطمأنينة. (لغويا : النعاس هو النوم العميق ، وقد وصف المولى النعاس بأنه أمنة أي راحة جسدية ونفسية وعقلية : (ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعاساً يَغْشى طائِفَةً مِنْكُمْ) (آل عمران : ١٥٤). وجاء العلم اليوم يثبت أن النعاس أي النوم العميق ويشكل نصف مدة النوم ، هو النوع المريح من النوم للنائم ...).
٣ ـ الموتة الكبرى والموتة الصغرى
(اللهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنامِها فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرى إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (الزمر : ٤٢).
لكلمة الوفاة قرآنيا معنيان :
أ ـ الوفاة الكبرى أي مفارقة الروح كليّا للنفس والجسد إلى يوم البعث حيث تزوج الروح بالنفس والجسد من جديد (وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ)