صلصلة الجرس وهو أشدّه عليّ فيفصم عني وقد وعيت عنه ما قال ...» (البخاري).
روى الإمام أحمد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : «كان إذا نزل على رسول الله الوحي يسمع عند وجهه كدوي النحل ...»].
٢ ـ للقرآن الكريم صفات كثيرة ، منها صفة الروح وقد وصفه المولى أيضا بأنه (قَوْلاً ثَقِيلاً) أي يثقل حمله على من يتنزل عليه : (يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ. قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً. نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً. أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً. إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً) (المزمل : ١ ـ ٥). (يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ) (النحل : ٢).
إذن فالقرآن الكريم هو روح ، بل أعلى درجات الروح ، وقد كان يثقل حمله على من تنزل عليه ، الرسول الحبيب عليهالسلام. وأرواحنا التي هي أمر المولى ، أي قوله الذي به تحول الطين إلى إنسان يثقل حملها بصورة دائمة في أجسامنا وأنفسنا ، وفي النوم يرتاح الجسم والنفس وقتيا من ثقلها!
ومن دون الأخذ بالناحية الروحية ، في فهم أسرار النوم ، لن يستطيع علماء النفس أن يفهموا في العمق أسرار النوم واضطراباته ومسبباته : فبعض المرضى الذين يشكون من فقدان النوم أو اضطرابه لا يرتاحون نفسيا بتناول الأدوية المنومة أو إرغامهم على النوم بواسطة المواد الكيميائية لمدة أسبوع أو عشرة أيام ، وعند ما يرفع عنهم تأثير الأدوية المنومة يصرحون بأنهم لم يرتاحوا من نومهم الاصطناعي هذا بل ازدادوا تعبا ومرضا! لما ذا؟ ذلك بأنهم لم يفهموا بعد بأن النوم هو «أمنة» من الله أي نعمة ورحمة ، وأن فقدان النوم عند بعض الناس قد يكون جزاء لما اقترفته أيديهم من سوء ، فليأخذوا ما طاب لهم من المهدئات والمنومات فلن يجعل الله في نوم اصطناعي كهذا هو