أمر سماوي واضح لا يتطلب التأويل كرؤيا سيدنا إبراهيم الذي أمره المولى في المنام بذبح ابنه إسماعيل عليه الصلاة والسلام (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قالَ يا بُنَيَّ إِنِّي أَرى فِي الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ ما ذا تَرى ...) (الصافات : ١٠٢).
ـ وكذلك رؤيا الرسول الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام : (إِذْ يُرِيكَهُمُ اللهُ فِي مَنامِكَ قَلِيلاً ...) (الأنفال : ٤٣).
ـ ومنها أحلام غيبية صادقة غير واضحة تتطلب التأويل : كرؤيا سيدنا يوسف عليهالسلام ورؤيا «صاحبي السجن» مع يوسف ورؤيا ملك مصر أيام كان يوسف مسجونا (وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيانِ قالَ أَحَدُهُما إِنِّي أَرانِي أَعْصِرُ خَمْراً وَقالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَراكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) (يوسف : ٣٦) وتأويل هذا النوع من الرؤيا هو عطاء من الله لا يعلمه إلا القليل : (... وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ ...) (يوسف : ٢١).
(يا صاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُما فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً وَأَمَّا الْآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيانِ) (يوسف : ٤١).
والعلم لا يستطيع إلا أن يقر بوجود هذا النوع من الأحلام الغيبية الصادقة التي تحصل كل يوم ، فالواقع والإحصاءات والتحقيقات الرزينة تؤكد صدق وحصول ما أنبأت به لاحقا ، إلا أن العلم يبقى عاجزا عن تعليل ذلك ، ما دام لم يقر ويعترف بوجود الله والروح! أما تعليلها بنظرية الصدفة فهذا منطق الإفلاس العلمي والجدلي العاجز ، لذلك كان النوم والأحلام يشكل ٢٥ خ منه ، ومن آيات الله أي من البراهين الدالة على وجوده (وَمِنْ آياتِهِ مَنامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَابْتِغاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ) (الروم : ٢٣).