(فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى) (البقرة : ٢٥٦).
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ ، يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً. وَإِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا إِلى ما أَنْزَلَ اللهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً) (النساء : ٦٠ ـ ٦١) ونعرف الطاغوت بأنه كل شيء يجعل من النفس سيدا على العقل. والعقد النفسية ما هي إلا طغيان الأهواء والمخاوف النفسية على العقل وسيطرتها عليه. ونحن نرى أن كثيرا من العقبات النفسية هي شعورية أي معروفة من أصحابها ، وليس كما يدعي بعض المحللين النفسيين من أتباع مدرسة فرويد أنها لا شعورية ، أي مجهولة ومدفونة في أعماق النفس الإنسانية ؛ ولكن حب المكابرة والتعامي عن الحقيقة يمنعان أكثر الناس من الرؤية الصافية في أعماق أنفسهم ليفهموا مسببات تعاستهم وأمراضهم وكلها وليدة ما كسبت أيديهم.
٢ ـ مسبباتها :
إن فقدان أو انحراف أو عدم المعرفة بأسس التربية البيتية والمدرسية السليمة المبنية على مبادئ أخلاقية صحيحة مستمدة من تعاليم السماء الحقة ، السبب الرئيسي لنشوء وتجذر العقد النفسية عند الناشئة. وفي الإسلام نجد الأسس السليمة الواجب أن يعتمدها الآباء والمربون إذا أرادوا أن يتخلصوا هم أولا من عقدهم النفسية ، ويجنبوا أولادهم والناشئة أخطار الانزلاق في مهاوي العقد النفسية ، كما سنفصّله تباعا مع دراستنا لكل عقدة من العقد النفسية على حدة.
وبرأينا أن الأنظمة الوضعية قد عجزت عن إيجاد الحل الشافي لهذه الحاجات الرئيسية الأربع دون طغيان أو كبت إلا النظام السماوي الذي جاء به الإسلام. ونحن نتحدى أي مناقشة علمية هادئة تستطيع أن تؤكد أن الأنظمة التربوية والاجتماعية التي تعمل بها الأمم جميعها والتي لا تستمد تعاليمها من