٣ ـ موطنه :
مدينة قم المقدسة ، حاضرة العلم والدين ، منذ أن مصرها المسلمون ، وكان أول من عمرها واستوطنها جماعة من الأشعريين القادمين من الكوفة وكانت قبل ذلك أراضي زراعية يرتادها أصحابها للنزهة ، فدخلها أولئك العرب من أولاد عامر الأشعري وأحفاده ، فأقاموا بها البيوت ، وتوطنوا بها ابتداء من سنة ( ۸٣ ) وقد عرفت أسماء بعض أولئك مثل : مالك بن عامر ، وعبد الرحمن بن مالك ، ابنه ، وعمران ، وآدم ، وأبو بكر ، وعبد الله والأحوص أولاد سعد بن عامر ، وطلحة وسعد وعبد الله أبناء الأحوص بن عامر ، وهذان ـ الأخيران . وردا إلى ( قم ) سنة ( ٩٤ ) في عصر عبد الملك الأموي (١) .
وأصبحت هذه المدينة ـ على مر الأيام ـ ملجأ لكل الهاربين من الحملات الطائفية البشعة في عراق الحجاج الثقفي ، فكانت خير مأمن لهم .
وباجتماع كثير من المسلمين فيها ، وخاصة المهاجرين من الحواضر الكبرى ، كالمدينة والكوفة ، وفيهم ثلة من حملة العلم والمعارف ، وخاصة رواة الحديث ، وضع الحجر الأساس الجامعة إسلامية ظلت طوال قرون ، قاعدة لانطلاق الفكر الإسلامي الأصيل عبر المشرق الإسلامي ، والمدن المجاورة .
وقد عرفت ( قم ) بالتشيع منذ تمصيرها ، حتى أن البلدانيين ذكروا هذا
__________________
(۱) لاحظ : كتاب قم ( ص ٢٤١ ) وبعدها ، وخلاصة البلدان ( ص ۱٧٢ ) وبعدها .