فاجتمعت عندي ـ بعون الله سبحانه ـ عدّة منها وافية ، وجملة كافية .. سأنبئك بأسمائها إن شاءالله تعالى (١).
فلمّا بدأت فيه رأيت أنّ تأخير ذلك إلى اليوم كان منّي تقصيراً ، وتقديم غيره عليه اشتباهاً خطيراً ، وأنّ هذا العلم الشريف قد خمل ذكره ، وضاعت نكاته ودقائقه ، وتشتّت رموزه ومطالبه ، وتفرقت تحقيقاته وتدقيقاته ، وكثر فيه الخلط والخبط ، وشاع فيه الاشتباه والغلط ، وأنّ جمع ذلك وتصفيته يحتاج إلى بذل النفس في ذلك مدّة مديدة ، والكدّ فيه سنين كثيرة (٢) عديدة ، وغاية الجدّ والاجتهاد ، ونهاية الاهتمام بترك الراحة والرقاد ..
فشمّرت الساق ، وعزمت عليه مستعجلاً في إتمامه قبل جفاف القلم بانقضاء الأجل(٣) ، مستمّداً من ربّ العالمين ، متوسّلاً
__________________
(١) أقول : لم يعتمد طيّب الله ثراه من هذه المصادر على نسخة واحدة ، بل على أكثر من نسخة ـ كما سنعرضه لك ـ قد تصل التي عنده إلى أربعة ، بل في موارد الشك والتحقيق يستعين بنسخ غيره ـ عدا ما عنده ـ وهذا ما صرّح به في أكثر من موطن. انظر ما ذكره في ترجمة عبدالله بن ميمون الأسود القدّاح [تنقيح المقال ٢/٢٢٠ ـ من الطبعة الحجرية ـ تحت عنوان تذييل] قال : .. ونسخ عديدة عند جمع من المصنفين قد تضمّنت ..
وقال في ترجمة حيّان بن علي العنزي [تنقيح المقال ١/٣٨٣ ـ ٣٨٤] : .. ولكن الموجود في نسخ الوجيزة المصحّحة التي عندنا وعند غير واحد هو كلمة .. إلى موارد اُخرى تجدها عند سبر طيّات الموسوعة وتراجمها ..
(٢) لم ترد (كثيرة) في إحدى الخطيتين.
(٣) لم ترد في الخطبة الأولى جملة : مستعجلاً .. إلى : الأجل.