رجع الشيطان محسوراً وأنتم بعدُ في بساط ضلالكم وغيكم ، جزى الله عبد الرحمان إن لم يؤذكم ، يا معشر من لا أدري أعربٌ هم أم عجم ، أتراكم تقولون لي ما قلتم لمعاوية ؟ أنا ابن خالد بن الوليد ، أنا ابن من عجمته العاجمات أنا ابن فاقىء عين الردة ، والله يا بن صوحان : لأطيّرن بك طيرة بعيدة المهوى إن بلغني أن أحداً ممن معي دق أنفك فاقتنعت رأسك .
قال : فأقاموا عنده شهراً كلما ركب أمشاهم معه ، ويقول لصعصعة : يا بن الخطيّة : إن من لم يصلحه الخير أصلحه الشر ، مالك لا تقول كما كنت تقول لسعيد ومعاوية ؟ فيقولون : نتوب إلى الله ، أقِلْنا أقالك الله ، فما زال ذاك دأبُهُ ودأبهم حتى قال : تاب الله عليكم . فكتب إلى عثمان يسترضيه عنهم ويسأله فيهم ، فردّهم إلى الكوفة (١) .
هذه صورة مختصرة عن سياسة عثمان التأديبية التي انتهجها أزاء كبار الصحابة وبعض زعماء المسلمين .
__________________
(١) الغدير ٩ / ٣٢ ـ ٣٧ .