بدرٍ ، وصاحبهُ يوم بيعة الرضوان ، وصاحبه يوم الخندق ، وصاحبه يوم حُنَين .
قال : وصاحت عائشة ، يا عثمان ، أتقول هذا لصاحب رسول الله !؟ فقال عثمان : اسكتي .
ثم قال لعبد الله بن زمعة : أخرجه اخراجاً عنيفاً .
فأخذه ابن زمعة فاحتمله حتى جاء به باب المسجد فضرب به الأرض ، فكسر ضلعاً من أضلاعه . فقال ابن مسعود : قتلني ابن زمعة الكافر بأمر عثمان .
وقام علي بأمره حتى أتى به منزله . فأقام ابن مسعود بالمدينة لا يأذن له عثمان في الخروج منها إلى ناحية من النواحي ، وأراد حين برىء الغزوَ ، فمنعه من ذلك ، وقال له مروان : إن ابن مسعود أفسد عليك العراق ، أفتريدُ أن يفسد عليك الشام ؟ فلم يبرح المدينة حتى توفي قبل مقتل عثمان بسنتين .
وكان عثمان قد منعه عطاءه سنتين ، ولما مرض مرضه الذي مات فيه أتاه عثمان عائداً ، فقال له : ما تشتكي ؟ قال : ذنوبي ! قال : فما تشتهي ؟ قال : رحمة ربي . قال : ألا أدعو لك طبيباً ؟ قال : الطبيب أمرضني ! قال : أفلا أمر لك بعطائك ؟ قال : منعتنيه وأنا محتاج إليه وتعطينيه وأنا مستغنٍ عنه ! قال : يكون لولدك . قال : رزقهم على الله . قال : استغفر لي يا أبا عبد الرحمان . قال : أسأل الله أن يأخذ لي منك بحقي .
وأوصى أن لا يصلي عليه عثمان ، فدُفن بالبقيع وعثمان لا يعلم . . الخ .
وقد وردت في فضله أحاديث كثيرة ، نذكر بعضها :
عن رسول الله ( ص ) إنه قال : تمسكوا بعهد عمار ، وما حدثكم ابن مسعود فصدقوه .
وعنه ( ص ) : عبد الله يوم القيامة في الميزان أثقل من أحُد .