من بني تميم إلى عمّار فقال : اسكت أيها الرجل الأجدع (١) بالأمس كنت مع غوغاء مصر على عثمان واليوم تسكت أميرنا ! .
فوثب زيد بن صوحان وأصحابه من شيعة علي بالسيوف وقالوا : من لم يطع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب فما له عندنا إلا السيف .
فقال أبو موسى : أيها الناس ! اسكتوا واسمعوا كلامي ، هذا كتاب عائشة إلي تأمرني فيه أن أقرَّ الناس في منازلهم إلى أن يأتيهم ما يُحبّون من صلاح أمر المسلمين .
فقال له عمار بن ياسر : يا أبا موسى ! إن عائشة أُمِرَتْ بأمرٍ وأُمِرنا بغيره ، أُمِرتْ أن تقرَّ في بيتها ، وأمرنا أن نقاتل حتى لا تكون فتنة ، فأمرتنا هي بمَا أُمرتْ ، وركبتْ ما أُمِرنا به ، وكثُرَ الكلام يومئذٍ . وتكلم زيد بن صوحان العبدي فقال : أيها الناس ، سيروا إلى أمير المؤمنين وانفروا إليه أجمعين تصيبوا الحق راشدين .
ثم وثب عمار بن ياسر فقال : أيها الناس ، إنه لا بد لهذا الأمر ولهؤلاء الناس من والٍ يدفع المظالم ويعين المظلوم ، وهذا ابن عم رسول الله ( ص ) يستنفركم إلى زوجة رسول الله ( ص ) وإلى طلحة والزبير ، فاخرجوا وانظروا في الحق فمن كان الحق معه فاتبعوه .
وخرج الحسن ( ع ) وعمار من الكوفة ومعهما سبعة آلاف .
واجتمع الناس بذي قار مع علي بن أبي طالب . ستة آلاف من أهل المدينة ومصر والحجاز ، وتسعة آلاف من أهل الكوفة ، وجعل الناس يجتمعون حتى صاروا تسعة عشر ألف رجل ما بين فارس وراجل ، وسار علي رضي الله عنه عن ذي قار يريد البصرة في جميع أصحابه والناس يتلاحقون به من كل أوب .
__________________
(١) تطلق على مقطوع الأنف أو مقطوع الأذن ، وكان عمار قد قُطعت أذنه في حرب اليمامة .