وانخدعتِ ، واستنفرتِ فنفرتِ ، فاتقي الله الذي إليه مرجعك ومعادك وتوبي إليه فإنه يقبل التوبة عن عباده ، ولا يحملنّكِ قرابةُ طلحة وحبَّ عبد الله بن الزبير على الأعمال التي تسعى بك إلى النار .
وكان جواب عائشة لهما : ما أنا برادّةٍ عليكم شيئاً ، فإني أعلم أني لا طاقة لي بحُجَج عليّ بن أبي طالب .
ثم كتب علي إلى طلحة والزبير : أما بعد ، فقد علمتم أني لم أردِ الناسَ حتى أرادوني ، ولم أبايعهم حتى أكرهوني ، وأنتم ممن أرادوا بيعتي ، ولم تبايعوا لسلطانٍ غالب ، ولا لغرضٍ حاضر ، فإن كنتم قد بايعتم مكرهين فقد جعلتم إليَّ السبيل عليكم بإظهاركم الطاعة وكتمانكم المعصية . وأنت يا زبير فارس قريش ، وأنت يا طلحة شيخ المهاجرين ، ودفعُكُم هذا الأمر قبل أن تدخلوا فيه كان أوسعَ لكم من خروجكم منه بعد إقراركم ، وأما قولكم أني قتلت عثمان ، فبيني وبينكم من يحلفُ عني وعنكم من أهل المدينة . إلى أن قال : وبعدُ . فما أنتم وعثمان ، قُتِل مظلوماً كما تقولان ؟ أنتما رجلان من المهاجرين وقد بايعتموني ونقضتم بيعتي وأخرجتم أمُكمْ من بيتها الذي أمرها الله تعالى أن تقرَّ فيه ، والله حسبُكم والسلام .
« جوابُ طلحة والزبير »
كان جواب طلحة والزبير على كتاب عليّ : أنْ يا أبا الحسن ، قد سرتَ مسيراً له ما بعده ولستَ براجعٍ وفي نفسك منه حاجة ، ولست راضيا دون أن ندخل في طاعتك ، ونحن لا ندخل في طاعتك أبداً ، وأقضي ما أنت قاضٍ والسلام .
« كذِبٌ وبهتان »
ووثب عبد الله بن الزبير فقال : أيها
الناس ، إن علي بن أبي طالب هو الذي قتل الخليفة عثمان بن عفان ، ثم إنه الآن قد جاءكم ليبيّن لكم أمركم