المطلب ، جمعهم ودعاهم إلى تأييد موقفه في الدفاع عن رسول الله ( ص ) ومنع قريش عنه ، فاجتمعوا إليه وقاموا معه وأجابوا إلى ما دعاهم ، ما عدا أبو لهب الذي أصرّ على عدائه لمحمد . فكان أبو طالب بعد هذا يمدح قومه على موقفهم ومساندتهم للرسول ، ويذكر فضله ( ص ) فيهم ، ومكانه منهم وفي ذلك يقول :
يقولون لو أنا قتلنا محمداً |
|
أقرت نواصي هاشمٍ بالتذللِ |
كذبتم ورب البيت تدمىٰ نحوره |
|
بمكة والبيت العتيقِ المقبلِ |
تنالونه أو تصطلوا دون نيله |
|
صوارمَ تفري كل عضوٍ ومفصل |
فهلّا ولما تنتج الحرب بكرها |
|
بخيل ثمام أو بآخر معجل |
وتلقوا ربيع الأبطحين محمداً |
|
على ربوةٍ في رأس عنقاء عيطلِ |
وتأوي إليه هاشم إن هاشماً |
|
عرانينُ كعب آخرِ بعد أولِ |
فإن كنتم ترجون قتل محمدٍ |
|
فروموا بما أجمعتم نَقْل يذبلِ |
فإنا سنحميه بكل طِمرةٍ |
|
وذي ميعةٍ نهد المراكل عسكل |
وكل رديني ظماءِ كعوبه |
|
وعضبٍ كإيماضِ الغمامة معصل |
وقوله :
وأبيض يُستسقىٰ الغمام بكفه |
|
ثمالُ اليتامى عِصمة للآرامل |
يُطيفُ به الُهلّاك من آل هاشم |
|
فهم عنده في نعمةٍ وفواضلِ |
ونحن نقرأ أبا طالب في شعره ناصراً للنبي ( ص ) ، ومؤيداً له في دعوته ، فهو يدلي برأيه جهاراً أمام الناس أن ما جاء به محمد ( ص ) هو دين منزل من السماء ، على نبي إختارته السماء ، فها هو ذلك يقول :
أمينٌ حبيبٌ في العباد مسوّمٌ |
|
بخاتم رب قاهر في الخواتمِ |
يرى الناس برهاناً عليه وهيبةً |
|
وما جاهلٌ في قومه مثل عالمِ |
نبيٌّ أتاه الوحيُ من عند ربه |
|
ومن قال : لا ، يَقرعْ بها سنَّ نادمِ |
ويقول أيضاً حين عذبت قريش عثمان بن مضعون :
ألا ترون أذلّ الله جمعكم |
|
أنا غضبنا لعثمان بن مضعونِ |