لقد أعطاهم ما أرادوا بلسانه فقط ، وربما كان ذلك من فرط التعذيب الذي وصفه المؤرخون بقولهم : « كان يعذب حتى لا يدري ما يقول . . » (١) .
ربما قال ما قال وهو في حالة غيبوبة أو شبه غيبوبة ، فحينما سأله النبي ( ص ) ما وراءك ؟ قال : شرٌّ يا رسول الله ، والله ما تركت حتى نلت منك يا رسول الله ، وذكرت آلهتهم بخير . قال : فكيف تجد قلبك ؟ قال : مطمئنٌ بالإِيمان . قال : فان عادوا عُدْ . وفي ذلك نزلت الآية الكريمة : ( إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ ) (٢) .
أجل ، أعطاهم بلسانه ما أرادوا ، وأما قلبه فظل كما هو مطمئناً بالإِيمان مفعماً بحب محمدٍ وآل محمد ، مشرقاً بنور الهداية وآلاء الله سبحانه .
__________________
(١) الطبقات الكبرى : ٢ / ٢٤٨ .
(٢) الطبقات الكبرى : ٣ / ٢٤٩ .