ضفدع ، نقي ما تنقين أعلاك في الماء وأسفلك في الطين ، لا الشارب تمنعين ولا الماء تكدرين ! والطريف في الأمر ، أن هذا القول إنطبق عليه تماماً .
وكان اسم مؤذنه عبد الله بن النواجة . والذي يقيم له حجير بن عمر ، فكان حجير يقول في الإقامة ، « أشهد أن مسيلمة يزعم أنه رسول الله !! » ويرفع بها صوته ، فقال له مسيلمة : أفصح يا حجير فليس في المجمجة خير !!
ومن طريف ما يذكره المؤرخون عن سجاح ومسيلمة : أن سجاح خرجت بالجنود قاصدةً مسيلمة فتحصن منها بادىء الأمر ، ثم اجتمع بها بعد ذلك ، فقالت له ما أوحى إليك ربك ؟! فقال : ألم تر كيف فعل ربك بالحبلى ، اخرج منها نسمةً تسعى بين صفاقٍ وحشى ! » .
قالت : ثم ماذا ! قال : إن الله خلق النساء أفراجاً ، وجعل الرجال لهن أزواجاً قالت : أشهد أنك نبي .
قال : هل لك أن أتزوجك وآكل بقومي وقومك العرب ؟! قالت نعم . ففعل ، وكان مهرها من مسيلمة أن أمر مؤذنه بأن ينادي في أصحابها : إن مسيلمة قد وضع عنكم صلاتين ، صلاة الفجر وصلاة العشاء الآخرة ، وفي سجاح يقول عطارد بن حاجب ، وكان من أصحابها :
أمست نبيتنا أنثى نطوف بها |
|
وأصبحت أنبياءُ الناس ذكرانا (١) |
ولقد شكلت هذه الردة خطراً كبيراً على المسلمين رغم التفكير السخيف لدعاتها ، وقلة عقولهم ، فقد اجتمع مع مسيلمة من بني حنيفة « أربعون ألف مقاتل » ! (٢) .
ونذكر على سبيل المثال : أنه في وقعة اليمامة ـ بينهم وبين المسلمين ـ
__________________
(١) الكامل ٢ / ٣٥٦ .
(٢) نفس المصدر ٣٦١ .