وربما يستكثر القارئ عند ما يرى مئات الكتب المؤلّفة في أهل البيت عليهمالسلام ، مع شدة المحنة ومعارضة الحكم القائم في أغلب أطوار التأريخ لنشر فضائلهم عليهمالسلام وإذاعة علومهم ، بل قد حرّم في بعض الأحيان ذكرهم ، والناس على دين ملوكهم.
فكان المحدّث يتحاشى ذكرهم حتى أن بعض المحدّثين يعبّر عن علي عليهالسلام بأبي زينب ، فيقول : حدّثنا أبو زينب ...
ولكن ما كان لله ينمو ، ويريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متمّ نوره ...
فشاع وذاع من الأخبار عنهم عليهمالسلام ومن الشهادات في فضلهم والاعتراف بأحقّيّتهم كما قال أحمد بن حنبل في علي عليهالسلام : كتم أصحابه فضله خوفا ، وكتمه أعداؤه حسدا ، حتى شاع من بين ذا وذاك ما طبّق الخافقين.
وهذا ما عثرت عليه ممّا ألّف في فضائل أهل البيت عليهمالسلام مجتمعة أو منفردة ، ومجتمعين أو منفردين ، ممّا وجدته في المكتبات أو قرأته في الفهارس ، ولم أذكر من ذلك ما ألّفه أصحابنا الإمامية فإنّ ما ألّفوه في ذلك عبر القرون لا يكاد يحصى.
ولا ذكرت ما ألّف في جدّهم الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم من سيره ومغازيه وشمائله وفضائله وما إلى ذلك ، فإنّ ذلك أيضا لا يكاد يحصى ، ولا ذكرت ما كان منه بغير اللغة العربية.
ولا أظن أحدا يشكّ في أهمية الإحصاء والفهرسة ، هذا الذي أصبح اليوم علما له متخصصوه والمتفرّغون له ، وأصبح مادة دراسية في جامعات العالم.