كفاية الطالب ص ١٤٨ ، وابن كثير في تاريخه ٧ / ٣٥١.
هذا ما يسّر الله جمعه بعونه وحسن توفيقه ، على علمي بأن قد فاتني منه كثير ، وما لم تنله يدي منه أكثر ، والحديث إذا تواتر لا يضرّه ضعف بعض رجال سنده ، فالضعيف منهم له متابع ثقة ، على الأكثر.
قال العيني : إذا روي الحديث من طرق مفرداتها ضعيفة يصير حسنا ويحتجّ به (١).
قال الخطيب ـ وهو يتكلّم عن حديث إرسال معاذ إلى اليمن للقضاء ـ : فإنّ اعتراض المخالف بأن قال : لا يصحّ هذا الخبر ، لأنّه لا يروى إلاّ عن اناس من أهل حمص لم يسمّوا ، فهم مجاهيل؟
فالجواب : أنّ قول الحارث بن عمرو : ( عن أناس من أصحاب معاذ ) يدلّ على شهرة الحديث وكثرة رواته ... على أنّ أهل العلم قد تقبّلوه واحتجّوا به ، فوقفنا بذلك على صحّته عندهم ، كما وقفنا على صحّة قول رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : لا وصيّة لوارث ، وقوله في البحر : هو الطهور ماؤه ، الحلّ ميتته ... وإن كانت هذه الأحاديث لا تثبت من الإسناد ، لكن لمّا تلقتها الكافّة عن الكافّة غنوا بصحّتها عندهم عن طلب الإسناد لها (٢).
أقول : فما بال حديث الطير مع هذه الكثرة الهائلة من الرواة والطرق ، وتلقّي الكافّة عن الكافّة ، لم يذعنوا بصحّته ، ولم يغنهم عن طلب الإسناد! وهو ممّا احتج به أمير المؤمنين عليهالسلام عند عدّ فضائله يوم الشورى على أصحاب الشورى (٣) وأقرّوا بها ولكنّهم ... فيا لله وللشورى!!
__________________
(١) تحفة الآحوذي ، المقدمة : ٣٠٨.
(٢) الفقيه والمتفقّه ١ / ١٨٩ ـ ١٩٠.
(٣) المغني ـ للقاضي عبد الجبّار ـ المجلد العشرون ٢ / ١٢٢.