مقارنة وتحليل
لقد ذكرت بايجاز حالة المرأة في القرون الغابرة ، وشرحت شرحاً ضئيلاً للتطورات التاريخية ، التي مرت بها لمدة تتراوح الثلاثة آلاف من السنين. وقد مرت على هذه الأرض امم شتى ، وتعاقبت عليها شعوب كثيرة ، مختلفة الأجناس والأديان ، والألوان ، ذوو قوة وبأس شديد ، وكانت لهم حضارات عظيمة ، من التقدم والرقي.
لقد حاول الإنسان بحدود تفكيره ومعرفته ، ان يخط للمرأة طريقاً تسير على هداه ، وتتبع منهاجه ، ولكن كما أسلفنا الميول والعواطف لها تأثير بالغ على العقل والفكر ، تصرفهما عن الحقائق العادلة.
وهكذا مما جعل المرأة حائرة ضائعة ، لا تدري ما تفعل ، ولا تجد أمامها ، إلا دروباً محاطة بالقيد والظلم والتعسف.
لقد ذكرت سابقاً ما حدثنا به التاريخ ، من أن المرأة كانت على جانب كبير من الاضطهاد والذل والمهانة عند جميع الأمم والشعوب ، وخلاصة القول : انها كانت : عند العرب في الجاهلية سلعة تباع وتشترى ، ليس لها أي اعتراض على حياة الذل.
وعند الفرس : ينظر اليها نظرة كلها احتقار وازدراء.
وفي الصين : المرأة شيء تافه بالنسبة للرجل ، تتلقى الأوامر وتنفذها.