وأن القمر والشمس والكواكب والنجوم تدور حولها ، وأن جميع هذه الأجرام ترتكز على كرات من الكريستال تمنعها من السقوط ووراء الكرات حيث تتعلق النجوم ، تصوّر « توما الأكويني » وجود كرة إضافية أولى ذات حركة ثابتة ، فالله حسب علم الكونية اللاهوتي موجود في كل مكان ، فهو لم يخلق الكون فحسب ، بل هو يرعى جميع شئونه ، يساعده في هذه المهمة جيش من الملائكة المكلفين بتأمين دوران الكواكب. وتحت كرة القمر يوجد حدودان : المنطقة ما تحت القمرية ، والطبقات العليا حيث العبور إليها محروس بالملائكة ، وفي منطقة ما تحت القمر يوجد المطهر ثم الأرض مسرح الأموات أمثالنا ، وأخيرا في أحشاء الأرض توجد النار حيث الشياطين والمحكومون بالعذاب.
تعليق
لم يتعارض الإسلام ولم يتخاصم يوما مع أي علم صحيح من العلوم المادية أو الإنسانية. بل إن الإسلام وكل علم مفيد صحيح ، توأمان ، فجميع لمعلومات المادية الطبيعية في حقول العلوم الطبية والكونية والفلكية والأرضية التي جاءت في مئات الآيات الكريمة هي اليوم نواميس ومبادئ وثوابت علمية يعتمدها العلماء في مختلف اختصاصاتهم كما سبق تفصيله المطول في كتبنا : من علم النفس القرآني ، ومن علم الطبّ القرآني ، وهذا الكتاب بالذات.
٦ ـ سؤال : ولكن ألم يكن هؤلاء الرجال يعتقدون أيضا بالله؟
جواب : طبعا ، ففي ذلك الوقت ـ ولنقل في أواخر القرن السابع عشر ـ كان الإنسان الذي يراقب السماء ، أي عالم الفلك ، يشعر وكأنه محمول على أرض ضئيلة ، ضائع في كون لا متناه ، في كون خلقه الله وركّبه وسيّر آلته وتركه من بعد ذلك من دون أي تدخّل منه. يأتي بعد ذلك ، أي في القرن الثامن عشر ، انتصار العقل لدرجة أن « لابلاس » قرر أنه يستطيع التخلي عن فرضية الله في شرح الكون. وهكذا بعد أن أزاح « كوبرنيك » الإنسان من مكانه المركزي في الكون كما كان يعتقد ، أصبح الإنسان ضئيلا جدّا