جواب : لنتصور الأميبة ( Amoeba ) ) وهي خلية قطرها بضعة أجزاء من الألف من المليمتر ) في وسط المحيط الهادي ، هذه هي تقريبا أبعاد الأرض بالنسبة للكون. ولكن القصة لم تنته بعد ، فباكتشاف حدود المجرة اللبنية اعتقدنا لوقت ما أن حدود الكون انتهت ولا شيء بعد المجرة اللبنية ، وسرعان ما تراجعنا عن هذا الظن ، فلقد لوحظ منذ زمن بعيد أن في كوكبة « أندروميد » (Constellation d’Andromede) ما يشبّه بالغيمة ، وهو سديم كان يعتقد بأنه موجود داخل المجرة اللبنية. إلا أن الحسابات الدقيقة التي أجريت منذ ١٩٢٣ أثبتت أن هذه الغيمة ما هي إلا مجرّة توأما لمجرتنا اللبنية وتبعد عنها ٣ ، ٢ مليون سنة ضوئية. ومنذ ذلك الوقت تهيأت العقول لاكتشافات أخرى متسارعة ، فاكتشفت عشرات المجرات البعيدة ، وكما ضاع النظام الشمسي في الأبعاد الهائلة للمجرة اللبنية ، ضاعت المجرة اللبنية في الأبعاد الهائلة للكون.
٩ ـ سؤال : كم من المجرات نعرف اليوم؟
جواب : اليوم وبعد خمسين سنة من المراقبة يقدّر عدد المجرات بمائة مليار مجرة. أما الكون فتمتد حدوده إلى مسافة خمسة عشر مليار سنة ضوئية. إن الإنسان ضئيل بالنسبة لهذه الأبعاد.
١٠ ـ سؤال : بالفعل ، كما أسلفتم ، يعتقد اليوم كثير من الفلكيين بأن الكون قد خلق من أجل الإنسان ، الذي هو مبرمج ، إلى حدّ ما في الكون. ولكن فرضية الإرادة الخالقة ترتكز على مسلّمة تقول بأنه كان للكون بداية ، وأنه ليس أزليّا ، وأنه مخلوق. فكيف توصلوا إلى هذه الفكرة الثورية الحديثة ، فكرة الانفجار الكبير؟
جواب : بفضل اكتشاف عجيب في القرن العشرين هو قانون توسّع الكون : فلقد ظهر ، خلافا للأفكار المتوارثة منذ القدم ، أن النجوم تتحرك ، وبفعل الجاذبية الكونية فإن كل نجم يجري في مسار محدد به في المجرة التي يتبعها ، فالشمس على سبيل المثال تجري بسرعة ٢٣٠ كلم في الثانية ساحبة معها الكواكب التي تتبعها في مسار حول مركز المجرة اللبنية بحيث يلزمها ٢٥٠ سنة حتى تكمل مسارا واحدا حول مركز