« بيو » ( Biot ) (٢٠٨١ ) فاتّبع أساليب علمية وتحقيقات شخصية مطوّلة أكد بعدها أن هناك قطعا تتساقط فعلا من السماء ، فالأرض تتعرض لقصف مستمر بقطع مختلفة التركيب والأحجام والأشكال مصدرها السماء ، الصغير منها يحترق ويتفتت خلال اختراقه الغلاف الجوي للأرض فيصلها رمادا وغبارا ، وهذه القطع الصغيرة تسمى بالشّهب ، وأما القطع الكبيرة التي تصل إلى سطح الأرض فتسمى بالنيازك التي يحدث بعضها تدميرا وحرائق هائلة. فبعض النيازك يزن عشرات الأطنان ( ٦٥ طنّا ) كالذي ضرب صحراء « الأريزونا » منذ أربعين ألف سنة تقريبا وترك في سطحها فجوة قطرها ألف متر وعمقها مائتا متر هي من المعالم السياحية في الولايات المتحدة الأميركية ( CraterMetor Le ). ويظن بعض العلماء أن انقراض واختفاء الديناصور و ٦٠ % من الأصناف الحيوانية المنقرضة منذ خمسة وستين مليون سنة هو نتيجة نيزك هائل ضرب الأرض في ذلك الزمن السحيق. ويقدّر العلماء أن ارتطام نيزك بحجم كيلومتر واحد في الأرض قد ينجم عنه قوة تدميرية معادلة لانفجار مائة ألف قنبلة هدروجينية بقوة « مغاتون » ( Megatone ). أما مصدر النيازك والشهب فيعتقد العلماء بأنه من بعض المذنّبات (١) ( Comete ) وحزام الكويكبات ( Asteroides خ d Ceinture ) الموجود بين كوكب « المريخ » و « جوبيتر » ، وقد اكتشف في القرن التاسع عشر وهو مؤلّف من ٤٥ ألف كويكب أكبرها لا يتجاوز قطره ألف كيلومتر. ومنذ سنوات شوهد في وضح النهار في غرب الولايات المتحدة حجر كبير قدّر وزنه بآلاف الأطنان ، وقد وصل هذا النيزك إلى علوّ ستين كيلومترا فوق سطح الأرض ولم يرتطم بها ، بل قفل عائدا إلى الفضاء الخارجي عند الحدود الكندية. والنيازك أجسام صلبة مختلفة التركيب والوزن ، تشبه الصخور ، وبعضها يتألف من ٩٠ % من الحديد ، وقد استعملها الإنسان القديم في صنع الفئوس. ويقدّر العلماء أن ملايين الأطنان من الحديد تتساقط يوميّا بشكل قطع صغيرة على الأرض مصداقا لقوله تعالى : ( وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ ) ( الحديد : ٢٥ ).
__________________
(١) المذنّب : جرم هائل مؤلف من الغبار والثلج المتجمد والحصى.