العلمي ، كما أن هذه الدراسة تشكّل بنظرنا الرد العلمي الرصين على كل لامز ومشكّك في كتاب الله العظيم وتعاليم رسوله الكريم ، والله وراء القصد.
قواعد قرآنية في التفسير
تفسير الآيات القرآنية مهمّة خطرة وجليلة ، فالقول في كلام الله بغير علم محرّم بنص التنزيل كما جاء في قوله تعالى : ( قُلْ إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ ) ( الأعراف : ٣٣ ). لذلك اعتمدنا في محاولتنا تفهّم كلمات الله قواعد قرآنية هي الآتية :
١ ـ قاعدة المثاني : لكل آية من آيات الله آية أو عدة آيات أخرى تشبهها في المعاني أو الألفاظ يفسر بعضها بعضا أسماها المولى بالمثاني ، كما جاء في قوله عز وعلا : ( اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلى ذِكْرِ اللهِ ، ذلِكَ هُدَى اللهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشاءُ ، وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ ) ( الزمر : ٢٣ ). لذلك كان تفسير القرآن بالقرآن أعلى درجات التفسير ، ولقد حاولنا أن نضع آيات المثاني جنبا إلى جنب عند كل تعليق مفصّل على كل آية كريمة توقفنا عندها كما جهدنا بقدر ما يسّره المولى لنا بأن نستخلص معاني كلمات المفردات القرآنية من خلال آيات المثاني. فإن لم نجد فبالرجوع إلى الأحاديث الشريفة أو إلى معاجم اللغة ، ذلك أن للكلمة في كتاب الله معاني عدة يجب التفتيش عنها من خلال الآيات المتشابهة في معانيها ، فالقرآن الكريم هو الذي أعطى ويعطي للمفردات معانيها قبل معاجم اللغة ، وهو الذي أغنى ويغني العربية بمعانى المفردات ، كما أن سياق الجملة في الآيات هو الذي يعطي للكلمات معانيها وليس العكس.
٢ ـ قاعدة العلم : أول آية في التنزيل هي أمر بالقراءة أي بالعلم : ( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ) ( العلق : ١ ) ، والاستزادة منه أمر آخر :