مندوبٍ مرغوبٍ فيه للدنيا والآخرة ليس من مصاديق الحرص ؛ لأنّ ذلك ليس حرصاً على الدنيا حينئذٍ.
فقد قال تعالىٰ : ( إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا ) (١) وقال تعالىٰ : ( بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ ). (٢) وقال : ( لَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَىٰ حَيَاةٍ ). (٣)
وقد ورد في النصوص : أنّ حقيقة الحرص طلب القليل بإضاعة الكثير (٤).
وأنّ أغنى الناس من لم يكن للحرص أسيراً (٥).
وأنّه : إن كان الرزق مقسوماً فالحرص لماذا ؟ (٦)
وأنّه : سُئِلَ عليّ عليهالسلام : أيّ ذُلٍّ أذلّ ؟ قال : الحرص على الدنيا (٧).
وأنّه قال الصادق عليهالسلام : منهومان لا يشبعان : منهوم علمٍ ومنهوم مالٍ (٨). ( والمنهوم بالشئ : المولع به لا يشبع منه ).
وأنّ الحريص حرم خصلتين ، ولزمته خصلتان : حرم القناعة فافتقد الراحة ، وحرم الرضا فافتقد اليقين (٩).
وأنّه يهرم ابن آدم ويشبّ منه اثنان : الحرص على المال والحرص على العمر (١٠).
____________________________
١) المعارج : ١٩ ـ ٢١.
٢) القيامة : ٥.
٣) البقرة : ٩٦.
٤) بحار الأنوار : ج ٧٣ ، ص ١٦٧.
٥) بحار الأنوار : ج ٧٣ ، ص ١٦٠.
٦) نفس المصدر السابق.
٧) بحار الأنوار : ج ٧٣ ، ص ١٦١ ـ دستور معالم الحكم : ص ٨٤.
٨) الخصال : ص ٥٣ ـ بحار الأنوار : ج ١ ، ص ١٦٨ وج ٧٣ ص ١٦١ ـ نور الثقلين : ج ٣ ، ص ٣٩٨.
٩) الخصال : ص ٦٩ ـ وسائل الشيعة : ج ١١ ، ص ٣١٨ ـ بحار الأنوار : ج ٧٣ ، ص ١٦١.
١٠) الخصال : ص ٧٣ ـ بحار الأنوار : ج ٧٣ ، ص ١٦١.