وعرضيّه مختلفة وأبعاد وجوديّة متكثّرة وقع البحث عن جُلِّها لو لا كلّها في علوم مختلفة وفنون عديدة.
بل الموضوع في علم الأخلاق المرسوم لدى المتشرّعة هو الإنسان من حيث نفسه وروحه ، وبعبارةٍ أخرى هو نفس الإنسان من حيث اتّصافها بصفات مختلفة ، حسنة أو قبيحة ، وملكات كثيرة ، مذمومة أو ممدوحة ، منها ما هو ذاتيّة موهوبية : ومنها ما هو عرضية إكتسابية.
ومسائله : الأبحاث الواقعة حول تلك الصفات والملكات ، وما يقع من الفحص والتحقيق في تبيين حقائقها وروابطها ، وانشعاب بعضها عن بعضٍ ، وعلل حصولها وطرق تحصيلها ، وكيفيّة زوالها وإزالتها ، وما يقع من الكلام في تمييز فضائلها عن رذائلها ، وحفظ كرائمها التي أودعها الله تعالى في الإنسان أو حصلها بنفسه ، وتحصيل ما لم يكن واجداً له من الفضائل ، وإزالة ما اتّصف به من الرذائل طبعاً أو اكتساباً.
والغرض منه : تكامل الإنسان وتعاليه ، وتمامية مكارم أخلاقه ونيله إلى مراتبه التي خلقه الله تعالى لأجل الوصول إليها ، وتخلّقه بأخلاق الله تعالى ، وتأدّبه بآداب رسله وأوصيائه لكي يتقرّب إلى ربّه ويسعد في الدنيا والآخرة بدنوّه وقربه لأن يبعثه ربّه مقاماً محموداً ويلحقه بالأبرار والمتّقين ، ويكون في الآخرة مع النبيّين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً ، فما أجلّ غاية هذا العلم و أعلاها ، وما أثمنها وأغلاها ، ألا وهي نهاية المنى والغاية القصوى ، وليس للانسان وراء ذلك منتهى ، ألا وفي ذلك فليتنافس المتنافسون وليرغب