الْجَاهِلِيَّةِ ) (١). وفي الآيتين توضيح للمنافقين بأنّهم ظنّوا أنّ الله لا ينصر رسوله فاللازم للانسان أن يظنّ بالله ما يناسب مقامه تعالى. وقوله تعالى : ( نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) (٢) وقوله تعالى : ( وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَىٰ ظُلْمِهِمْ ) (٣) ففي الآيتين إرشاد إلى لزوم الرجاء وحسن الظّن. وقوله تعالى : ( مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ ) (٤) أي : فليعلّق حبلاً بسقف بيته وسماء داره وليجعله على عنقه ليقطع نفسه. والآية تنهى عن قطع الرجاء وترك حسن الظّن. وقوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ ) (٥) فتوصيف الربّ بالكرم تلقين للإنسان أن يقول : غرّني كرمك يا ربّ ففيه حثّ على تحسين الظنّ بالكريم تعالى.
وورد في النصوص أنّه ، أحسن الظنّ بالله فإنّ الله يقول : « أنا عند حسن ظنّ عبدي المؤمن بي إن خيراً فخيراً وإن شرّاً فشرّاً » (٦).
وأنّ حسن الظّن بالله أن لا ترجوا إلّا الله ، ولا تخاف إلّا ذنبك (٧).
وأنّه ما أعطي مؤمن خير الدنيا والآخرة إلّا بحسن ظنّه بالله ورجائه له (٨).
وأنّه لا يحسن ظنّ عبد مؤمن بالله إلّا كان الله عند ظنّه ، لأنّه يستحي أن يكون عبده قد أحسن به الظّن ثمّ يخلف ظنّه ورجاءه ، فيجب حسن الظّن بالله
____________________________
١) آل عمران : ١٥٤.
٢) الحجر : ٤٩.
٣) الرعد : ٦.
٤) الحجّ : ١٥.
٥) الانفطار : ٦.
٦) الكافي : ج ٢ ، ص ٧٢ ـ بحار الأنوار : ج ٧٠ ، ص ٣٦٦.
٧) الكافي : ج ٢ ، ص ٧٢ ـ وسائل الشيعة : ج ١١ ، ص ١٨١ ـ بحار الأنوار : ج ٧٠ ، ص ٣٦٧ ـ نور الثقلين : ج ٥ ، ص ٩١.
٨) بحار الأنوار ، ج ٦ ، ص ٢٨ وج ٧٠ ، ص ٣٩٩.