هـ ـ مساندة الحركات الوطنية (١) :
عايش الشيخ الفرطوسي كثيراً من الحركات الشعبية والثورات الوطنية التي قامت في العهد الملكي ضد الاحتلال البريطاني. وقد شارك فيها مشاركة فعّالة كسائر شعراء النجف ممّن أسهموا في إضرام لهيبها وتأجيج نارها بأشعارهم الحماسية المجلجلة التي كانت كالصاعقة على قلوب الغزاة المحتلين.
ومن الحركات الوطنية التي شارك فيها الشعراء ومنهم الشيخ الفرطوسي حركة رشيد عالي الكيلاني عام ١٩٤١ م الذي أخذ زمام الحكم من يد البريطانيين وأقام حكومة وطنية لم تدم سوى أشهر قليلة.
وقد نظم الشيخ الفرطوسي في أحداث هذه الحركة قصيدة « نهضة العراق » التي قال فيها :
عزائم العرب ثوري وانهضي فينا |
|
إلـى الوغى وأعيدي مجد ماضينا |
__________________
١ ـ ازدادت الحركات الوطنية في العهد الملكي إثر تصاعد النقمة الشعبية ضد المحتل البريطاني. وقد وقع أوّل انقلاب وطني قاده بكر صدقي عام ١٩٣٦ م لم يلغ النظام الملكي. وفي عام ١٩٣٩ م قتل الملك غازي في حادث سيارة غامض وباعتبار ان ابنه فيصل الثاني كان دون سنّ الرشد فقد عين خاله الأمير عبدالاله وصياً على العرش إلى أن بلغ الملك سنّ الرشد عام ١٩٥٣ م. وقد أدّى تعلّق عبدالاله ببريطانيا وخضوعه التام لها إلى زيادة النقمة الشعبية على البريطانيين وعلى الفرع الملكي الذي يمثّله الوصي على العرش ، ممّا دعا إلى قيام الثورة الوطنية بقيادة رشيد عالي الكيلاني عام ١٩٤١ م ، إلاّ انها أخفقت في النهاية وعاد الحكم الملكي إلى السلطة ثانية. وفي كانون الثاني عام ١٩٤٨ م ثارت انتفاضة اُخرى عرفت بوثبة « كانون » التي قضت على معاهدة « بورتسموث » التي وقعت بين العراق وبريطانيا في ١٥ / ١ / ١٩٤٨ م والتي كانت تقضي بارتباط العراق ببريطانيا مدة عشرين عاماً. وفي تشرين الأول عام ١٩٥٢ م نشبت انتفاضة شعبية طالبت بانتخابات مباشرة حرّة ، وجعل رئيس الدولة أي الملك على غرار النظام البريطاني « يحكم ولا يملك ». وقد توالت بعدها عدّة انتفاضات شعبية انتهت إلى قيام ثورة ١٤ تموز عام ١٩٥٨ م التي ألغت النظام الملكي وأعلنت الجمهورية. ( موسوعة السياسة ، ج ٤ ، ص ٥٧ ، ٥٨ ).