سجّل الفرطوسي مع الثائرين من أبناء أمته حضوراً فاعلاً وتواجداً حيّاً في ميادين النضال والكفاح الشعبي. ففي الوقت الذي حمل المجاهدون أسلحتهم للدفاع عن شعبهم ووطنهم راح الفرطوسي يؤجج لهيب الحماس في نفوس أبناء جلدته ويشعل جذوة الثورة في قلوبهم بقصائده الحماسية الرائعة وأشعاره الثورية الجياشة. وقد حدا بهذه الروح الحماسية العالية التي بثّها الفرطوسي في نفوس الناس أن راح الكثير منهم يطالبون في تظاهراتهم ومسيراتهم بقراءة قصائد الفرطوسي الثورية واعادتها مرات ومرات (١).
لقد كان الفرطوسي ، المجاهد الذي حمل قلمه ولسانه ذوداً عن وطنه ومبادئه ، وكان « الثائر الذي يتحسس (٢) مشاكل الظلم في الأمة فيما يتمثل في واقعها من حكم ظالم ، واستعمار غاشم ، وانحراف في دائرة التحرك السياسي ، لدى المحاور السياسية التي تتحرك في خط الإنحراف .. وكان يعبر عن ذلك بشعره الثائر الذي ينتهز كل فرصة جماهيرية ليخاطب الجماهير بآلامها ومشاكلها وليحتج على كل القوى التي تتحدى طموحاتها ، وتأكل حريتها وعزتها واستقلالها .. » (٣).
اهتم الفرطوسي بالأحداث السياسية التي كانت تحدث في العالم الاسلامي اهتماماً بليغاً. فكان يتابع عن كثب ما يجري في البلاد الاسلامية من تحولات
____________
١ ـ غالب الناهي : دراسات أدبية ، ج ١ ، ص ٧٣.
٢ ـ الصحيح : يحس بمشاكل الظلم وليس يتحسس لأن الأول بمعنى يشعر والثاني بمعنى يبحث.
٣ ـ محمد حسين فضل الله من كلمة له في تقديم الجزء الثامن من ملحمة أهل البيت عليهمالسلام ، ص ٣ ، ٤.