من ثمار ذلك التفاعل الحي والعمل الدؤوب في هذه المؤسسة الأدبية.
وكان الشيخ ممن يعول عليه في جميع المناسبات التي كانت تقيمها الجمعية فكان شاعرها الذي يشدو باسمها ، والناطق بلسان أعضائها وخاصة في الحفلات التكريمية التي كانت تقيمها الجمعية احتفاءً بالهيئات العلمية والأدبية الوافدة على النجف كالحفل الذي أقامته الجمعية تكريماً للوفد العلمي الذي ترأسه الدكتور حامد زكي عميد كلية الحقوق في مصر ، وكذلك حفلة تكريم الدكتور زكي مبارك لدى زيارته للنجف ، وحفلات كثيرة اخرى (١).
ومن النشاطات الثقافية التي اضطلع بها الشاعر وبلغ فيها شأواً بعيداً ، تدريسه العلوم الدينية والعربية ، وخاصة تخصصه في تدريس علم المعاني والبيان (٢). فقد عرف الشيخ الفرطوسي اُستاذاً ماهراً ، ومدرساً بارعاً ضمّت حلقات درسه عدداً غفيراً من طلاب العلوم الدينية الذين أصبحوا فيما بعد من كبار العلماء وأعلام المجتهدين. وغالباً ما كانت تعقد مجالس بحثه ودرسه في المسجد الهندي (٣) ، بالاضافة الى دروسه الخاصة التي كان يشكّلها في داره.
ولمّا كان الشيخ الفرطوسي من الناشطين في حقل الثقافة والمعرفة ، والمهتمين بأمر التدريس ونشر العلوم الدينية ، فإنّنا نجده قد طرق باب التأليف والكتابة حتى برع فيه ، والّف كتباً قيمة انحصرت موضوعاتها في الفقه والاصول والأدب والبلاغة والمنطق.
__________________
١ ـ ينظر ديوان الفرطوسي ، ج ٢ ، ص ١٧٦ ، ١٧٩ ، ١٨٠ ، ١٨٢ ، ١٨٥.
٢ ـ ديوان الفرطوسي ، ج ١ ، ص ٢٥.
٣ ـ محمد رضا آل صادق من مقال له نشر في مجلة التوحيد : العدد ٣٢ ( ١٤٠٨ هـ ) ، ص ١٠٣.