ما أقعدتك لضعفهـا شيخوخـة |
|
عـن وقفة فرض الاله مكانها (١) |
ولعل كلمة الأديب ضياء موسى (٢) بحق الشيخ ومواقفه الوطنية والسياسية تكون مناسبة هنا حيث تصور وببيان أدبي رائع عمق الدور الذي لعبه الشيخ الفرطوسي في مجال العمل الوطني والنشاط السياسي في العراق : « الفرطوسي ينشد للشهداء ، يقول انهم سيورقون في الصباح ، سيتحولون إلى براعم تهتف للحياة ، تغرد عندها بلابل المستقبل ، كان يصنع من جليد الغربة لهيباً يتوقد ، يرمي ذرات السموم على حشرات الخريف ، الحشرات الملتصقة بأشجار النخيل ، الحشرات المتطفلة على سنابل قمح الرافدين ، الحشرات التي تعيش على امتصاص دم الشعوب ، على خيرات الشعوب » (٣).
اتجه الفرطوسي في نشاطه الاصلاحي والاجتماعي الى تحديد مواطن الفساد في مجتمعه والوقوف على مشاكله ومعضلاته وذلك عبر قصائده المعبرة والانتقادية ومن خلال تواجده الفاعل والمستمر في الاجتماعات والأندية المختلفة.
ومن المشاكل الاجتماعية التي عالجها الشاعر في عديد من قصائده مشكلة الدراسة والتعليم وما كان يواجهه الطالب في مسيرة دراسته من هزّات وأزمات بسبب الفقر وانعدام الضمان المالي التي تقوم عليه حياته العلمية. ولم
__________________
١ ـ ديوان الهلالي ، مخطوط. والقصيدة بكاملها في الملحق رقم (٣).
٢ ـ كاتب وصحفي عراقي ، له مشاركات هامة في حقول السياسة والفكر والأدب.
٣ ـ قرنفلة الصباح ، ص ٨١.