كلمة المكتبة الأدبيّة المختصّة
الحمد لله رب العالمين والصلاة على عباده الذين اصطفى محمد وآله الطاهرين.
لمدرسة النجف الأشرف في الأدب ـ شأنَ كل تكوينها العلمي الحضاري العتيد ـ حضورٌ طاغٍ يمتدُّ إلى أجيال متلاحقة ساهمت في إشادة البُنية الفارهة للكلمة .. الكلمة التي اعتبرت ذاتَها امتداداً لإعجاز أمير اللغة والبيان وإمام الفصاحة الفذّة علي بن ابي طالب عليهالسلام نشأ الأديبُ النجفيُّ في ظلّ وادي السلام المسكون بالعبقريّة حتى يتملّكَهُ هذا الجنوح الغريب إلى فتق المفردات ومعالجة الأفكار .. ربّما للمغناطيسيّة الهائلة التي أودعَها علي عليهالسلام واهبة إبداعاً ورؤيا يجذبان إليهما كلَّ رفيفِ شعورٍ ونديِّ قول..
وهكذا فالنجفيُّ مسكونٌ ـ أبداً ـ بالشعريّة في الشعر والنثر كليهما على مرّ الف عام او يزيدون ، لا سيّما في قرنها الحاضر الأخير.
ولا اراني مبالغاً لو قلت انّ مدرسة النجف أفرزت ركاماً هائلاً من النتاج الأدبي يتعدّى حتى نتاجها العلمي الشاخص في جهود علمائها الأفذاذ ، بل لصحَّ لو قرّرنا ان أيّة حاضرة علمية في التاريخ لم تتلبَّسْها هذه الروح الفريدة كالغريّين.
وما برحت أصداء النديّ الخالد تتردّد في شرق العالم وغربه .. وما برحت أشباح السمار تهوّم في الزمان والمكان تنأى لتقترب وتغيب لتشرق مطلعَ كلِّ مصطبَح وأوانَ كلِّ مغتبق رغم الصمت والحزن والكبرياء الجريحة في يومها المرير هذا ..
فلا غروَ ـ اذن ـ والحالُ هذه ان يمتدّ الجذرُ الكبير حتى دوحة عبد المنعم الفرطوسي الوارفة التي طالما تفيَّأَ ظلالَها كاتبُ هذه السطورِ المكلومةِ وغيرُه الكثيرون ـ من قبلُ ومن بعدُ ـ لتحضر النجف بكلّ خُيَلائها وزبرجها في اللفظ والمعنى ..
ولقد كان الشيخُ الفرطوسيُّ ـ فيما يمثِّلُ من صفاتِهِ الجمّة ـ واعيةَ الكلمة العلويّة