فقال : يا نجدة إنّ من نصب نفسه للقياس لم يزل الدهر في التباس ... وذكر بعد مسيرهما إلى عليّ بن الحسين فذكر فضله وعلمه.
فالجواب وهو ـ يعني ابن عباس ـ أهل لما قيل فيه من العلم ، وإن كان معترفاً بفضل أهل البيت عليهمالسلام ، عليه الوالدِ منهم والولد ، وذلك ثابت فيما رُوينا من مكالمة الحرورية التي بترها لما بيّن لهم التوحيد ، فقالوا له : يا سيد بني هاشم؛ فقال ابن عباس : ذلك عليّ بن الحسين عليهالسلام.
والبقية مشهورة غير متكررة ، ولو أغفلها الفقيه لحدّة بغضه.
ثم ساق الخبر كما مرّ ، وفي آخره : فقال نجدة لابن عباس : يا سيد بني هاشم.
فقال ابن عباس رحمة الله عليه : ذلك عليّ بن الحسين ، بقية النبيّين وسلالة الماضين ، له الولاية مع القرابة ، في الطهارة يوم الكساء.
فقال نافع بن الأزرق : هل لك يا نجدة أن نأتيه فإنّه حديث السنّ ، فلعلّنا أن نستظهر عليه بحجة. فمضيا نحوه ، فوجداه في الحِجر مع نفر من أصحابه.
فقال نجدة : يا عليّ بن الحسين ، ما أوّل العبادة وسبيل المعرفة؟
فقال له عليّ بن الحسين عليه وعلى آبائه السلام : ( يا نجدة أتيت ( متعنتّاً معتدياً ) على أولياء الله وأهل طاعته ...
ثم ساق الخبر بطوله ، إلى أن قال : فانطلق نجدة إلى ابن عباس فأخبره بالذي كان ، فبهج ابن عباس بذلك ، وقال : الله أعلم حيث يجعل رسالاته (١).
____________
١ ـ هكذا في المخطوط ( رسالاته ) وهي قراءة نافع التي يتلوها أهل المغرب الإسلامي ، وهي الشهيرة بين الطائفة الزيدية الكرام في اليمن.
والقراءة المتداولة في بلاد المشرق عن حفص عن عاصم وهي ( رسالته ) ، عن هامش ص١٥٢ من المصدر.