بالإعوجاج ، ضالاً عن السبيل ، قائلاً غير الجميل.
يابن الأزرق أصف إلهي بما وصف به نفسه ، وأعُرّفه بما عرّف به نفسه ، لا يدرك بالحواسّ ، ولا يقاس بالناس ، قريب غير ملتصق ، وبعيد غير متقص ، يوحّد ولا يبعّض ، معروف بالآيات ، موصوف بالعلامات ، لا إله إلا هو العلي الكبير المتعال ).
فبكى ابن الأزرق ، وقال : يا حسين ما أحسن كلامك؟
قال له الحسين : ( بلغني أنّك تشهد على أبّي وعلى أخي بالكفر وعليَّ )؟
قال ابن الأزرق : أما والله يا حسين لئن كان ذلك لقد كنتم منار الإسلام ونجوم الأحكام.
فقال له الحسين : ( إنّي سائلك عن مسألة )؟
قال : إسأل.
فسأله عن هذه الآية : ( وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ )(١) ، ( يابن الأزرق من حفظ في الغلامين )؟
قال ابن الأزرق : أبوهما.
قال الحسين : ( فأبوهما خير أم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم )؟
قال ابن الأزرق : قد أنبأنا الله تعالى إنّكم قوم خصمون ) (٢).
فهذا عين ما ورد عن ابن عباس في كلامه في التوحيد كما مرّ آنفاً.
____________
١ ـ الكهف / ٨٢.
٢ ـ إشارة إلى قوله تعالى في سورة الأعراف / ٥٨ : ( مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ ).