وله في العقائد أخبار كثيرة مع المنحرفين ، تعسر الإحاطة بها جميعاً ، وجلّ ما كان يُروى عنه في هذا نجده عين ما ورد عن أئمة أهل البيت عليهمالسلام. ولا بدع فهو في علمهم من علم الإمام عليهالسلام كما مرّ ذلك عنه مراراً.
ونختم الكلام في هذا الجانب بالإشارة إلى ما كان يعانيه من مولاه عكرمة البربري الذي صار مع الخوارج ، فكان يكذب على مولاه ، حتى أشتهر بذلك في حياته وبعد وفاته ، وقد مرّت الإشارة إلى حاله في ذكر تلاميذه ، وتأتي في الحلقة الرابعة بعض أكاذيبه على مولاه ، مما سبّب خبطاً وخلطاً في المروي عن ابن عباس رضياللهعنه عند الباحثين.
ولا يفوتني التنبيه على أنّ في الرواة عن ابن عباس أربعة كلّهم اسمه عكرمة ، فاثنان منهم من مواليه ، فكان كثير من المروي ، عن عكرمة ، عن ابن عباس يحسبه الكثير أنّه عن عكرمة البربري ـ الكذّاب ـ لأنّه كان أبعد الأربعة صيتاً ، وقد بينت هذا في بحث تلاميذه عند ذكرهم ، فراجع.
والآن إلى قراءة بعض مرويات عكرمة ـ المجهول ـ عن ابن عباس ممّا ليس فيه التهمة ممّا يتعلق بالعقيدة :
١ ـ روى الطبري في تفسيره بسنده ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال :
( الإسلام ثلاثون سهماً ، وما أبتلي بهذا الدين أحد فأقامه إلاّ إبراهيم ، قال الله : ( وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى )(١) ، فكتب الله له براءة من النار ) (٢).
____________
١ ـ النجم / ٣٧.
٢ ـ جامع البيان ١ / ٥٤٤.