أعمامك فأملى الله لهم إلى حين ) (١).
ولم أجد كلمة أبلغ في التصوير ، وأفصح في التعبير من قول عمر في محاورة له مع ابن عباس حول الخلافة وأنّ قريشاً كرهت أن تجتمع لكم النبوة والخلافة ، فقال : ( إنّهم لينظرون إليكم نظر الثور إلى جازره ... ) (٢)!!
لماذا هذا الحقد؟!
لأنّ رسالة الإسلام حملها نبيّ قرشي هاشمي ، وهذا هو الذي أثار حفائظ المشركين.
ألم يقل أبو جهل لهم وهو زعيم بني مخزوم ، فسأله أصحابه وهو يسير إلى بدر لحرب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : أرأيت مسيرك إلى محمّد أتعلم أنّه نبيّ؟ قال : نعم ، ولكن متى كنّا تبعاً لعبد مناف (٣).
وأعطف عليه أبا سفيان شيخ الأمويين الذي لم يؤمن بالإسلام أبداً كما أفصح هو بنفسه عن عقيدته الكافرة. ألم يقل لبني أمية حين ولي عثمان الخلافة : ( تلقفوها تلقف الكرة ، فوالذي يحلف به أبو سفيان ما من جنّة ولا نار ولا بعث ولا قيامة ... ) (٤)!! فثمة نفثات أقلام حول أبي سفيان الغنوصي ، وهو الذي قاد المشركين يوم أحد ويوم الخندق ، وهو رأس المنافقين بعد فتح مكة ، فأورث حقده لابنه معاوية.
____________
١ ـ نفس المصدر.
٢ ـ شرح النهج لابن أبي الحديد ١ / ٦٣ ط مصر ( الأولى ).
٣ ـ المصنف لابن أبي شيبة ١٤ / ٣٧٣ ط دار القرآن والعلوم الإسلامية.
٤ ـ راجع موسوعة عبد الله بن عباس / الحلقة الأولى ٢ / ١٨٠ ، وكتاب علي إمام البررة ٣ / ٣٩٥.