سبّ الأموات بصورة رسميّة؟ أولم يمنع معاوية المسلمين من تسمية أبنائهم عليّاً وحسناً وحسيناً؟ (١)
وأمّا الذي يدافعون عن معاوية باسم الدين وعدالة الصحابة وأمور من ذلك القبيل ، فيُقال لهم بالحرف الواحد ما جاء في سورة النساء : ( هَا أَنتُمْ هَـؤُلاء جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَن يُجَادِلُ اللّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَم
____________
١ ـ قال ابن عساكر في تاريخ دمشق في ترجمة علي بن عبد الله بن عباس :
( ولما ولد علي بن عبد الله ولد معه في تلك السنة لعبد الله بن جعفر غلام فسماه علياً وكناه بأبي الحسن ، فبلغ معاوية ، فوجّه إليهما أن انقلا أسم أبي تراب وكنتيه عن ابنيكما ، وسمياهما باسمي ، وكنيّاهما بكنّّيتي ، ولكل واحد منكما ألف ألف درهم ...
فلما قدم الرسول عليهما بهذه الرسالة سارع إلى ذلك عبد الله بن جعفر فسمى ابنه معاوية ، وأخذ ألف ألف درهم ، وأما عبد الله بن عباس فإنه أبى ذلك ، وقال : حدثني علي بن أبي طالب عليهالسلام أنه قال : ما من قوم يكون فيهم رجل صالح فيموت فيخلف فيهم مولود فيسمونه بأسمه إلا خلفهم الله بالحسنى ، وما كنت لأفعل ذلك أبدا ، فأتى الرسول معاوية فأخبره بخبر ابن عباس ، فرد الرسول وقال : فانقل الكنية عن كنيته ولك خمسمائة ألف.
فلما رجع الرسول إلى ابن عباس بهذه الرسالة ، قال أما هذا فنعم ، فكناه بأبي محمد.
أقول : ويبدو للباحث تزيد الرواة في الخبر ، وذلك تسمية ابن جعفر لأبنه بمعاوية ، مع أن ابنه علي وهو المعروف بالزينبي ، لأن أمه زينب العقيلة بنت أمير المؤمنين ، وهو أكبر ولد أبيه كان مولوداً ولم يغيرّ اسمه ، نعم كان لابن جعفر ولد اسمه معاوية ، وفيما ذكره ابن عساكر بعد ما تقدم نظر ـ.
ثم قال : وقيل أن على بن عبد الله بن عباس لما قدم على عبد الملك بن مروان من عند أبيه قال له عبد الملك : ما أسمك؟ قال علي ، قال أبو من؟ قال : أبو الحسن ، قال لا تجمعهما علي حوّل كنيتك ولك مائة ألف درهم ، قال : أما وأبي حي فلا ، فلما مات عبد الله كناه عبد الملك أبا محمد. ( أنظر مختصر تاريخ دمشق لابن منظور ، في ترجمة علي بن عبد الله عباس ).