قال : لو كان حليماً ما سفه الحق ولا قاتل عليّاً ، ولو كان حليماً ما حمل أبناء العبيد على حُرمه ، ولما أنكح الحرائر غير الأكفاء ) (١).
أقول : لقد قرأت كلاماً قاله عبد الباقي قرنة الجزائري في كتابه ( معاوية ) ، وقد طبع كلامه الآتي على ظهر كتابه على الغلاف فأعجبني نقله للقرآء :
( في تصوري أنّ ثقافة الكرسيّ قد جنت على التفكير لدى المسلمين ، ودجّنت الهمَمَ ، وخنَقَت الطموح ، ووظّفت الدّين لخدمة الطاغوت ، حتى صار مثل معاوية يجد من يدافع عنه. ولو أننّا قدّمنا معاوية إلى أحد المفكّرين غير المسلمين ، وسردنا له بنزاهة وانصاف أعماله الإجرامية واحدةً واحدةً وبيّنّا له أنّه مات مصرّاً عليها ، لما وسعه إلاّ أن يصنّفه في الاستبداديّين المجرمين.
ما الذي جناه الإسلام والمسلمون من معاوية غير العداوات والحزازات وتفريق الصفوف وتشتيت القوة وترسيخ الخلاف؟!
ما هي إنجازات معاوية التي يستطيع المسلمون أن يفخروا بها أمام خصومهم ويرفعوا بها هاماتهم؟ ألم يقدّم معاوية لخصوم الإسلام ما يحتجون به عليهم في مجال حقوق الإنسان ، وهو الذي كان يدفن الناس أحياء لمجرّد حبّهم لعليّ بن أبي طالب الذي يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله؟ أو ليس معاوية هو الذي أسّس لثقافة الحقد والكراهيّة وشرع
____________
١ ـ البيان والتبيين ٣ / ٢٥٨ تح هارون.