وكرواية عمرو بن العاص تقرباً إلى قلب معاوية : ( إنّ آل أبي طالب ليسوا لي بأولياء ، إنّما وليي الله وصالح المؤمنين ) (١).
وكرواية قوم في أيام معاوية أخباراً كثيرة من فضائل عثمان ، تقرباً إلى معاوية بها. ولسنا نجحد فضل عثمان وسابقته ، ولكنّا نعلم أنّ بعض الأخبار الواردة فيه موضوع ، كخبر عمرو بن مرّة فيه ، وهو مشهور ، وعمرو بن مرّة ممن له صحبة وهو شامي (٢) ) (٣).
أقول : ولم يذكر ابن أبي الحديد في المقام أبا هريرة الذي روى ـ
____________
١ ـ صحيح البخاري كتاب الأدب باب تبل الرحم ببلالها ٨ / ٦ ط بولاق ، ولفظه : ( إن عمرو بن العاص قال سمعت النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم جهاراً غير سّر يقول : إن آل أبي ـ قال عمرو في كتاب محمد ابن جعفر بياض ـ ليسوا بأوليائي إنما وليي الله وصالح المؤمنين.
زاد عنبسة بن عبد الواحد عن بيان عن قيس عن عمرو بن العاص قال سمعت النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( ولكن لهم رحم أبلّها ببلالها ) يعني أصلها بصلتها.
أقول : ولم يذكر البخاري سوى هذا الخبر في هذا الباب ، وقد أربك شراح صحيحه في معنى هذا الخبر ، فمن مشرّق إلى مغرّب ، وبالتالي طفح النُصب في كلماتهم.
ولابن حجر في فتح الباري ١٣ / ٢٤ ـ ٢٨ كلام كثير ورد فيه : ان من رواته قيس بن حازم الراوي عن عمرو بن العاصي كان يحمل على علي ولذلك كان يتجنب الرواية عنه كثير من قدماء الكوفيين ، وكان يقدّم عثمان علي علىَّ ، ومع هذا قال ابن حجر : والمعتمد عليه أنه ثقة ثبت مقبول الرواية وهو من كبار التابعين (؟!) ( كبرت كلمة تخرج من أفواههم .. ).
٢ ـ عمرو بن مرة : قال البخاري : كان يقول : أنا مرجئ ، وقال أحمد : خبيث ، وقال العجلي : وكان يرى ألا رجاء ، وقال : نظرت في هذه الآراء فلم أر قوماً خيراً من المرجئة ، وأنا مرجئ ، فقال له سليمان الأعمش : لم تُسمّ باسم غير الإسلام؟ قال : أنا كذلك.
أقول : ومع هكذا التجريح قالوا فيه من معادن الصدق (؟!) ( باقتضاب من جامع الجرح والتعديل ٢ / ٣٥٠ ـ ٣٠٦ ).
٣ ـ شرح النهج ١١ / ٤٢.