إشاعة الظلم والفساد بين العباد ، مع أنّ جوامع الحديث المقبولة عندهم تروي لعن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم لهم برواية أم المؤمنين عائشة ـ وهي غير متهمة عندهم ـ.
فقد قالت لمروان : ( أنت فضض من لعنة نبيّ الله ) (١).
ولمّا أتاها في آخر أيام عثمان يستمهلها عن سفرها إلى الحج وعثمان محصور ، فقالت له : وددت والله أنّه في غرارة من غرائري هذه ، وأنّي طُوّقت حمله حتى ألقيه في البحر.
فأنشد مروان :
وحرّق قيس عليّ البلاد |
|
حتى إذا اضطرمت أجذما |
فقالت له : أيها المتمثل عليّ بالأشعار ، وددت أنّك وصاحبك هذا الذي يعنيك أمره في رجل كلّ واحد منكما رحىً وأنكما في البحر ، سمعت النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول لأبيك وجدك إنّكم الشجرة الملعونة في القرآن (٢).
وعن ابن عباس : ( إنّ الشجرة الملعونة في القرآن هم بنو أمية ) (٣).
راجع مواقف السيدة عائشة من عثمان ما مرّ في الجزء الثاني من الحلقة الأولى من الموسوعة تجد الشواهد الكثيرة نقلاً عن تاريخ الطبري ، وطبقات ابن سعد ، وأنساب الأشراف للبلاذري ، وغيرهما.
____________
١ ـ الكامل في التاريخ لابن الأثير ٣ / ٢١٦ حوادث سنة ٥٦ في ذكر البيعة ليزيد بولاية العهد ، ط بولاق بمصر.
٢ ـ الدر المنثور ٤ / ١٩١.
٣ ـ الجامع الأحكام القرآن ١٠ / ٢٨٣ للقرطبي ، تفسير الرازي ٢ / ٢٣٧ ط عبد الرحمن محمد بمصر سنة ( ١٣٥٧ ).