( قام إلى ابن عباس رجل ، فقال : يا بن عباس أخبرني عن آل محمّد؟
فقال ابن عباس : آل محمّد صلوات الله عليهم ، المعلمون التقى ، والباذلون الجدوى ، والتاركون الهوى ، الناكبون عن الردى ، لا خُشعُ ملظ ، ولا طمغ جُحظ ، ولا غلظُ فظظ ، أحلاس الخيل ، وأنجم الليل ، وبحر النيل ، خِفاف الميل ، هامات هامات ، وسادات سادات ، وغيوث جدبات ، وليوث غابات ، المقيمون الصلاة ، ويؤتون الزكاة ، المفيدون الحسنات ، والمميتون السيئات ) (١).
وما كان ابن عباس مغالياً في وصفه ، بل كان مغالباً لزمرة الشانئين لآل محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأين هذا ممّا رواه هو عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، أنّه قال : ( إنّ الله جمع لنا أهل البيت عشر خصال لم يجمعها لأحد قبلنا ، ولا تكون في غيرنا ، فينا الحكم ، والحلم ، والعلم ، والنبوة ، والسماحة ، والشجاعة ، والصدق ، والفضل ،
____________
١ ـ إيضاح دفائن النواصب / ٤٤ ط النجف.
تفسير غريب الألفاظ في الخبر أخذاًً من ( القاموس ) :
الجدوى : العطية.
خُشّع مُلَظ : لا يخضعون لكل أحد ، وملُظ من اللظ : الرجل العسر المتشدد.
طُمُغ جحظ : أطُمغ من طمِغت عينه كثر غمصها ، والجحظ : من جحطت عينه ، خرجت مقلتها.
غُلظ فظظ : الغُلظ من الغلظة ضد الرقة ، وفُظُظ : جمع فظ الغليظ الجانب السيء الخلق القاسي الخشن الكلام.
أحلاس الخيل : جمع حَلسّ ككَتف : الشجاع ، يعني شُجعان الخيل فوارس.
غيوث جّدبات : غيوث جمع غيث ، والغيث المطر ، وجدبات جمع جدبات جمع جدبة وأرض جدبةُ أصابها المحل يعني هم كالمطر متى يَصيب محل الأرض فأحياها وأخصبت.
ليوث غابات : ليوث جمع ليث وهو الأسد ، وغابات جمع غابة وهي عرين الأسد.