حاججهم بالسنّة فإنّهم لن يجدوا عنها محيصاً ) (١).
فخرج ابن عباس إليهم فحاججهم بالسنن فلم يبق بأيديهم حجة ] (٢).
قال ابن اعثم في حديثه : فأقبل عليهم ابن عباس حتى إذا أشرف عليهم ونظروا إليه ناداه بعضهم ، وقال : ويلك يا بن عباس أكفرت بربّك كما كفر صاحبك عليّ بن أبي طالب؟
فقال ابن عباس : إنّي لا أستطيع أن أكلمكم كلّكم ، ولكن أنظروا أيّكم أعلم بما يأتي ويذر فليخرج إليَّ حتى أكلّمه.
قال : فخرج إليه رجل منهم يقال له عتاب بن الأعور التغلبي ، حتى وقف قبالته ، وكأنّ القرآن إنّما كان ممثلاً بين عينيه ، فجعل يقول ويحتج ويتكلم بما يريد ، وابن عباس ساكت لا يكلمه بشيء ، حتى إذا فرغ من كلامه ، أقبل عليه ابن عباس ، فقال : إنّي أريد أن أضرب لك مثلاً ، فإن كنت عاقلاً فافهم.
فقال الخارجي : قل ما بدا لك.
فقال له ابن عباس : خبّرني عن دار الإسلام هذه هل تعلم لمن هي؟ ومن بناها؟
فقال الخارجي : نعم ، هي لله عزوجل ، وهو الذي بناها على أيدي أنبيائه وأهل طاعته ، ثمّ أمر من بعثه إليها من الأنبياء أن يأمروا الأمم أن لا يعبدوا إلاّ إياه ،
____________
١ ـ الإتقان للسيوطي ١ / ١٧٥ ، ولابن أبي الحديد المعتزلي في شرح هذه الوصية كلام بدأه بقوله : هذا الكلام لا نظير له في شرفه وعلو معناه ...
٢ ـ الدر المنثور للسيوطي ١ / ١٥ عن ابن سعد.