كتاب ابن عباس رضياللهعنه يقول : إذا أردت وداع البيت فارتحل ثم إئت المسجد فطف بالبيت سبعاً ، فإذا فرغت من سعيك ، فأت الملتزم بين الركن والباب فضع خديك بينهما وابسط يديك وقل : ( اللهم هذا وداعي بيتك فحرّمني وعيالي على النار ، اللهم خرجت إليك بغير منة عليك ، أنت أخرجتني ، فإن كنت قد غفرت ذنوبي ، وأصلحت عيوبي ، وطهرت قلبي وكفيتني المهم من دنياي وآخرتي ، فلا ينقلب المنقلبون إلاّ لفضل منك ، وإن لم تكن فعلت ذلك فذنوبي وما قدمت يداي فاغفر لي وارحمني ).
ثم تنح خلف المقام فصل ركعتين وتطيل فيهما ، ولا تأل أن تحسن الدعاء ، ثم تنصرف إلى زمزم فاستق دلوا فاشرب واستقبل القبلة ، ثم قل : ( اللهم إني أسألك علماً نافعاً ورزقاً واسعاً ، وشفاءاً من كلّ داء ) (١).
عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : ( لمّا أن بعث الله عيسى عليهالسلام تعرّض له الشيطان فوسوسه فقال عيسى عليهالسلام : ( سبحان الله ملء سمواته وأرضه ، ومدار كلماته ، وزنة عرشه ، ورضا نفسه ) ، فلما سمع إبليس ذلك ذهب على وجهه لا يملك من نفسه شيئاً حتى وقع في اللجة الخضراء ) (٢).
عن أبي زميل ، قال : ( سألت ابن عباس عمّا يجد الإنسان في صدره من الشك ، فقال : ما نجا من ذلك أحد ، وقد أنزل الله : ( فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ )(٣) فإذا وجدت ذلك فقل : ( هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ
____________
١ ـ أخبار مكة / رقم ٦٧٦.
٢ ـ أمالي الصدق / ١٢٢ ، بحار الأنوار ٩٥ / ١٣٦.
٣ ـ يونس / ٩٤.