ولما أرجو أن أنال به رضوان ربّي ، يا أخي الدنيا قد ولّت وإن الآخرة قد أظلّت ، فاعمل صالحاً تجز صالحاً ، جعلنا الله وإياك ممّن يخافه بالغيب ، ويعمل لرضوانه في السرّ والعلانية ، إنّه على كلّ شيء قدير ) (١).
____________
١ ـ لقد روى الكتاب والجواب الشيخ المفيد في أماليه / ١٨٦ ط الحيدرية سنة ١٣٦٧ وعنه رواه الشيخ الطوسي في أماليه أيضاً ١ / ١١٩ ـ ١٢٠ وبين الكتابين تفاوت لفظي يسير ليس بشيء إلاّ أن الحسن ابن شعبة الحراني ـ من القرن الرابع الهجري ـ روى في كتابه تحف العقول / ٥٨ ط حجرية سنة ١٢٩٩ ص٢٥٠ طبعة كتابفروشي إسلامية هذا الكتاب بزيادة في آخره : ولا أشمت بنا ولا بك عدواً حاسداً أبداً والسلام. ونسبه إلى الحسين عليهالسلام ، فقد رواه فيما روي عن الحسين فقال : وكتب إلى عبد الله بن العباس حين سيّره عبد الله بن الزبير إلى اليمن وذكر الكتاب. ولما كان التبعيد من ابن الزبير أيام حكومته وهي بعد شهادة الحسين عليهالسلام فلا يعقل أن يكون الكتاب منه عليهالسلام ، واحتمال انّه من عليّ بن الحسين بعيد ، لأنّ ابن عباس خاطب المكتوب إليه بـ ( يا أخي ) ممّا يكشف أنّه من أقرانه سنّاً ، وعليّ بن الحسين ليس كذلك في سنّه. فاحتمال وهم المؤلف أو من روى عنهم وارد ، ويؤكد أن مرسل الكتاب هو محمّد بن الحنفية رواية اليعقوبي له في تاريخه ٣ / ٩ ط الغري فقد ذكره مرسلاً من دون ذكر الجواب. والزمخشري في ربيع الأبرار باب الصبر والاستقامة ( مخطوطة السماوي والرضوية ) وفي المطبوعة ٢ / ٥٣٣ ، ورواه التنوخي في الفرج بعد الشدة ١ / ٣٥.