آلاف كلّهم تائب ، فأقبل بهم ابن الكواء حتى أدخلهم على عليّ رضياللهعنه ، فبعث عليّ إلى بقيّتهم ، فقال : ( قد كان من أمرنا وأمر الناس ما قد رأيتم ، قفوا حيث شئتم حتى تجتمع أمّة محمّد صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم ، وتنزلوا فيما حيث شئتم ، بيننا وبينكم أن نقيكم رماحنا ما لم تقطعوا سبيلاً وتُطِلّوا دماً ، فإنّكم إذا فعلتم ذلك فقد نبذنا إليكم الحرب على سواء إنّ الله لا يحب الخائنين.
فقالت عائشة رضياللهعنها : يا بن شداد فقد قتلهم؟
فقال : والله ما بعث إليهم حتى قطعوا السبيل وسفكوا الدماء وقتلوا ابن خباب واستحلوا أهل الذمة.
فقالت : آلله؟
قلت : آلله الذي لا إله إلاّ هو لقد كان.
قالت : فما شيء بلغني عن أهل العراق يتحدثون به يقولون : ذو الثُدّي ذو الثُدّي؟
قلت : قد رأيته ووقفت عليه مع عليّ رضياللهعنه في القتلى ، فدعا الناس ، فقال : ( هل تعرفون هذا؟ ).
فما أكثر من جاء يقول قد رأيته في مسجد بني فلان يصلي ، ورأيته في مسجد بني فلان يصلي ، فلم يأتوا بثبت إلاّ يعرف ذلك.
قالت : فما قول عليّ حين قام عليه كما يزعم أهل العراق؟
قلت : سمعته يقول : ( صدق الله ورسوله ).
قالت : فهل سمعت أنت منه قال غير ذلك؟